يواجه الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة معاناة متفاقمة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية والتي دخلت عامها الثاني على التوالي، والتي استهدفت البشر والحجر والشجر، فيما تزداد هذه المعاناة بشكل خاص على فئة مبتوري الأطراف، في ظل صعوبة توفير الأطراف لهم وإغلاق المعابر ومنعهم من السفر للعلاج.
وتشير إحصائيات رسمية محلية ودولية إلى أن الحرب المستمرة على قطاع غزة، تسببت في أكثر من 11 ألف حالة بتر أطراف، من بينها 4 آلاف حالة بتر في أوساط الأطفال، لا تتوفر لهم أطراف صناعية ومتطلبات العلاج اللازمة في القطاع المحاصر.
إرادتنا تقهر الاحتلال
لكن الإعاقة لم تمنع الشاب عبد الله قلاجة (30 عاما)، من الإقبال على الحياة وتحدي الظروف المحيطة به رغم إصابته وبتر ساقه في السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، ليصنع طرفاً له بنفسه بأبسط الأدوات المتوفرة.
ويقول قلاجة، إن منزلهم تعرض للقصف من قبل طائرات الاحتلال في مدينة غزة، ما أدى لإصابته إصابة بالغة قرر الأطباء على إثرها بعد محاولات عديدة بتر قدمه.
ويضيف قلاجة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الواقع المرير والظروف الإقتصادية الصعبة التي يمرون بها أسباب دفعته للتفكير بحل لتسيير أمور حياته اليومية والوقوف على قدميه كما السابق، خاصة عقب نزوحهم لمنطقه دير البلح وسط القطاع، كما أنه أصبح المعيل الوحيد لعائلته بعد استشهاد والده وشقيقه إثر قصف المنزل، ليقرر حينها فتح بسطة صغيرة لتكون مصدر رزق يومي له.
ماهية الفكرة
ويشير، إلى أن فكرة الطرف الصناعي كانت حاضره لديه منذ بدايه تعرضه للإصابة وتعرض عكازه للكسر، ولم يجد بديلا له، لافتاً إلى أن الطرف الذي اجتهد بصناعته لا يغني عن الطرف الرسمي الذي هو بحاجه إليه.
ويوضح قلاجة، أن الطرف هو عبارة عن قطعة خشبية توضع داخل الحذاء، مثبت عليها قطعة حديدية عبارة عن عكاز مكسور وموصول بحمالة بلاستيكية متحركة تصل إلى منطقة البتر في القدم، لتساعد القدم على الحركة وكأنها قدم طبيعية.
مطالبات بالسفر للعلاج
ويطالب قلاجة، جميع الجهات المعنية بمساعدته للسفر للعلاج بالخارج، وتركيب طرف صناعي رسمي ليعود لحياته السابقة والعمل في مجال الكهرباء، معرباً عن أمله بانتهاء الحرب والعودة لمناطق سكناهم في مدينة غزة.
مراكز الأطراف خارج الخدمة
وفي السياق، يقول مدير وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل في وزارة الصحة سامي عويمر، إن هناك مركزين في قطاع غزة للتعامل مع مبتوري الأطراف، وهما مركز غزة للأطراف الصناعية ومستشفى حمد للأطراف الصناعية، وكلاهما خارج الخدمة ولا يوجد أي خدمة أطراف صناعية في قطاع غزة بأكمله، فخدمات التأهيل غير موجودة ولا يوجد منشآت طبية ولا مواد خام لتصنيع المواد اللازمة لهذه الفئة.
ويضيف عويمر في تصريح صحفي اطلعت عليه "وكالة سند للأنباء"، أن البنية التحتية غير مؤهلة لحركة الأشخاص من ذوي الإعاقة، وكان هناك أشخاص مبتورو الأطراف ما قبل الحرب وعددهم كان يقدر بالمئات، والآن لا يتمكنون من الحصول على الخدمات وصيانة الأطراف الصناعية وأخذ قياسات جديدة.
ويتابع عويمر، أن النسبة الكبرى لمن تعرضوا للبتر نتيجة القصف والحروق من فئة الأطفال وكبار السن؛ كون قدرة الجسم على الصمود أمام القصف والحروق لديهم أقل من غيرهم.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، إلى 42 ألفًا و519 شهيدا، بالإضافة لـ 99 ألفًا و637 مصابا بجروح متفاوتة، وفقا لمعطيات وزارة الصحة أمس السبت.