ندد المتحدث باسم الصليب الأحمر، هشام مهنا، بالمجزرة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 16 شهيداً حتى الآن في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يتحملون وطأة الأعمال العدائية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقه، التي تعتبر خرقا واضحا للمعاهدات والمواثيق الدولية.
وقال "مهنا"، في بيان له، اليوم الثلاثاء، وصل "وكالة سند للانباء" نسخة منه، إن هذا الهجوم يأتي في خضم تكثيف الأعمال العدائية منقبل الاحتلال ضد المدنيين، خاصة في محافظة شمال القطاع.
وبين "مهنا"، أن المدنيون يعانون - أفرادًا وأسُرًا ومصابين وذوي إعاقة - من تبعات الاستهداف الإسرائيلي، ونزوح متواصل، ونقص هائل في الغذاء وسط انهيار مستمر للنظام الصحي.
ولفت إلى أن الشهر المنصرم وحده، قُتل فيه المئات من المدنيين وجُرح الآلاف في مختلف أنحاء غزة، بمن فيهم العديد من الأطفال والنساء وكبار السن، وهناك آلاف آخرون ما زالوا تحت الأنقاض، بينما يكافح الجرحى من أجل حياتهم في مستشفيات بالكاد تعمل بشكل جزئي.
وأوضح "مهنا"، بأن قدرة المستجيبين الأوائل على القيام بمهام إنسانية منقذة للحياة في شمال غزة انخفضت بشكل كبير، بينما تتحمل الفرق القليلة التي لا تزال قادرة على العمل هناك مخاطر هائلة في محاولة الوصول إلى الضحايا ومن هم بحاجة إلى المساعدة.
ويتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظة شمال القطاع، حيث يشن الاحتلال هجوما واسعا على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا منذ أكثر من 3 أسابيع على التوالي، ويفرض حصارا مشددا على مناطق شمال القطاع ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد.
وتمنع قوات الاحتلال دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، وارتكبت مجازرا بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أن "جثامين الشهداء لا زالت في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني”.
يُشار إلى أنّه ومنذ 5 أكتوبر الجاري يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي العنيف لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة؛ ضمن محاولات إسرائيلية حثيثة لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري تنفيذًا لما يُعرف بـ "خطة الجنرالات”.
وبحسب مصادر طبية أدت الجرائم الإسرائيلية في شمال القطاع إلى استشهاد 820 فلسطينيًا وإصابة وفقدان المئات في جباليا وشمال القطاع، بالإضافة لاعتقال العشرات من المدنيين وقد أظهرت مشاهد مصورة وهم مقيدين ومعصوبي الأعين، دون معرفة مصيرهم.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.