الساعة 00:00 م
الأحد 08 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.94 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.99 يورو
3.5 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ذاكرة العيد تحلّ ضيفة في الخيام والمائدة مجرّد حنين

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

بالفيديو والصور وداع بلا مقدمات ..عندما يحمل المسعف بغزة والدته دون أن يعرفها

حجم الخط
IMG-20241031-WA0325.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

منذ أن اعتاد المسعف عبد العزيز البرديني والذي يعمل متطوعاً في الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة ،على مسح الدماء واحتضان الألم، وسط أصوات القصف وأزيز الطائرات، لكن يوم أمس كان مختلفا ، حين تلقى إشعاراً عن استهداف سيارة في مخيم المغازي للاجئين، وتحرّك بسيارة الإسعاف على الفور دون أن يعلم أنه قادم لإنقاذ والدته.

وما أن وصل البرديني إلى المكان الذي يعج بالفوضى والدمار، ليجد جثة امرأة هامدة وثلاثة مصابين آخرين، بينهم طفل لم يتجاوز الثانية عشرة، مصاب بإصابة خطيرة تهدد حياته و كرّس جهده للطفل، عالماً أن عليه إنقاذ من بقي على قيد الحياة أولاً، وحمل جسد الشهيدة في الإسعاف ليتم التعامل معه لاحقاً في المستشفى.

IMG-20241031-WA0309.jpg

IMG-20241031-WA0310.jpg
 

IMG-20241031-WA0311.jpg
 

عند وصوله إلى المستشفى، بدأ عبد العزيز بتسجيل بيانات الجثة، وفي خانة الاسم كتب "مجهول" ، ولكن شيئاً ما دفعه للنظر مجدداً في وجهها، وعندما نظر، تجمدت ملامحه للحظة؛ لقد كانت والدته، جسدها بين يديه، ووجهها الذي احتضنه بعينيه مراراً بات الآن صامتاً.

في تلك اللحظة، كأن الزمن توقف، والمكان ضاق، وتجمعت الكلمات في حلقه دون أن تخرج، سوى صرخات مخنوقة: "ما عرفتكِ، والله ما عرفتكِ، يما.. كنت بدي أسجلك مجهولة". لم يكن هذا حلماً أو كابوساً، بل حقيقة قاسية، أن يحمل جسد أمه شهيدة، غير مدرك أن الموت قد وصل إليها قبله.

 

IMG-20241031-WA0315.jpg
 

IMG-20241031-WA0313.jpg
 

IMG-20241031-WA0312.jpg
 

هذه ليست المرة الأولى التي يمر فيها عبد العزيز بتجربة مشابهة؛ فقد عايش ألم فقدان زملائه، وحتى زميله المسعف نادر البحيصي عاش مأساة فقدان ابنه بين ضحايا القصف ،لكن هذه المرة، كانت الفاجعة تخصه، حيث جسدت له قسوة الحروب التي طالت أغلى الناس على قلبه.

 

 

في لحظات الوداع الصامتة تلك، وقف عبد العزيز أمام جسد والدته، يحاول استيعاب الفاجعة بكل ما تحمله من ألم وفقدان ، حيث لم يكن هنالك كلمات تكفي، ولا دموع تخفف من ثقل اللحظة.

فرفع رأسه إلى السماء، كمن يودع روحه فيها، وحمل على عاتقه أن يمضي في عمله رغم الخسارة، فقد أدرك أن واجبه لم ينتهِ، وأن تضحياته لا تزال تحمل رسالة أكبر من الألم نفسه، رسالة حياة وحب لآخرين قد يجدون في يديه عوناً وأملاً جديداً.

يشار إلى أن الشهيدة سميرة البرديني (64 عاماً) قضت بسبب إصابتها بشظية أصابت الرأس فتسببت في نزيف داخلي في الدماغ بعد استهداف طيران الاحتلال سيارة مدنية في مخيم المغازي ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وجرح العشرات.