أجمع رؤساء الدول العربية والإسلامية في القمة بالرياض، اليوم الاثنين، على ضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان.
جاء ذلك خلال كلماتٍ منفصلة في القمة العربية والإسلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، وأكدوا فيها على أهمية تكثيف الجهود السياسية والإنسانية لوقف التصعيد وضمان الدعم للفلسطينيين في مواجهة الأوضاع المأساوية.
الرئيس "عباس": يجب تنفيذ القرار الأممي بوقف العدوان على غزة..
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن، بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وإيصال المساعدات وانسحاب الاحتلال بشكل كامل.
وأكد الرئيس "عباس"، أن "الاعتداءات الإسرائيلية وحرب الإبادة في غزة، تتواصل بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية".
السيسي: مصر ضد تصفية القضية الفلسطينية..
من جانبه، أوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ستظل في موقف قوي ضد أي مخططات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا إدانتها الشديدة للحملة الممنهجة ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأشار "السيسي" إلى أن القمة تأتي في ظل ظروف إقليمية معقدة، حيث يتواصل العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان لأكثر من عام، في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي صمته وعجزه عن الوفاء بواجباته في مواجهة هذا التهديد الخطير للأمن والسلم الدوليين.
وأضاف أن المواطنين في العالم العربي والإسلامي، وكل أصحاب الضمائر الحرة، يسألون عن جدوى الحديث عن العدالة في ظل ما يشاهدونه من إراقة دماء الأبرياء يوميًا.
وأردف السيسي قائلاً: "نقولها بصراحة: مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان على الأراضي الفلسطينية واللبنانية يضع النظام الدولي أمام تحدٍ كبير".
وأكد الرئيس المصري إدانة بلاده بشكل قاطع لحملة القتل الممنهجة ضد المدنيين في غزة، مشددًا على أن مصر ستقف ضد أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.
الملك عبد الله يدعو لتكثيف الجهود لمواجهة العدوان الإسرائيلي..
إلى ذلك، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن بلاده تدعو إلى تكثيف الجهود على أربع مسارات رئيسية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أن القمة تعقد في وقت تشهد فيه المنطقة مأساة لا يمكن السكوت عنها، مؤكدًا أن الوضع يستدعي تحركًا عاجلًا لوقف هذا العدوان.
وقال: "لقد مضى أكثر من عام على بدء إسرائيل حربها على غزة، عام من الدمار وقتل الأبرياء، ومن خرق للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية"، مشددًا أن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات لوقف تصعيد إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضاف الملك عبد الله الثاني أن هذه الحروب يجب أن تتوقف فورًا من أجل حماية الأبرياء وإنهاء الدمار، قائلًا: "نحن بحاجة إلى وقف العدوان قبل أن تدفع المنطقة نحو حرب شاملة سيدفع الجميع ثمنها".
وتساءل: "كيف لنا أن نواجه الأجيال القادمة في بلادنا؟ كيف نبرر لهم فشل المجتمع الدولي في وقف العدوان على غزة ولبنان؟"، مؤكدًا على أن القانون الدولي يجب أن يحمي جميع الشعوب دون تمييز.
وشدد الملك عبد الله على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ورفض الملك عبد الله الكلام فقط، مطالبًا بتحرك جاد وجهود ملموسة لإنهاء المأساة وإنقاذ أهل غزة وتوفير المساعدات الإنسانية.
ودعا العاهل الأردني أيضًا إلى إطلاق "جسر إنساني" لتقديم المساعدات الطارئة إلى غزة، مؤكدًا على ضرورة الوقوف مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وإنهاء الظلم الواقع عليهم، لتحقيق السلام العادل الذي تستحقه المنطقة.
أردوغان: الدول الإسلامية عجزت عن دعم غزة مقابل دعم الغرب لـ "إسرائيل"..
من ناحيته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الأوضاع الصعبة التي تمر بها غزة ترجع إلى عجز الدول الإسلامية عن تقديم دعم حقيقي للفلسطينيين، مقارنة بدعم بعض الدول الغربية غير المحدود لإسرائيل.
وأوضح أردوغان أن هذا الصمت الإسلامي، في الوقت الذي تقدم فيه دول غربية كل أنواع الدعم لإسرائيل، أسهم في تفاقم الوضع في غزة.
وأضاف أن تركيا مستعدة لتنفيذ أي خطوات ملموسة وفعّالة تجعل حكومة نتنياهو تدرك تكلفة استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية تشجيع الدول للانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وذكر الرئيس التركي أن بلاده أرسلت حتى الآن أكثر من 84 ألف طن من المساعدات إلى غزة، وتستعد لإرسال المزيد حال إزالة العقبات، منتقدًا إسرائيل التي تعيق حتى وصول المساعدات الإنسانية وتتركها تنتظر في مصر منذ أشهر.
وانطلقت، اليوم الإثنين، القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية "الرياض"، وعلى جدول أعمالها العدوان العسكري الإسرائيلي في فلسطين ولبنان.
وتأتي القمة اليوم، "امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين ثاني 2023 الماضي"، وفق بيان للخارجية السعودية.
وتبحث القمة العربية الإسلامية، اليوم، اتخاذ موقف موحد لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. ويُشارك فيها قادة وزعماء وممثلو بلدان عربية وإسلامية.