اعتبر الجنرال احتياط في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "تدفن رأسها في التراب، ولا تسعى لاتخاذ قرارات حقيقية" لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا في قطاع غزة ولبنان.
وقال زيف في تصريحات صحفية: "بعد 14 شهرًا من القتال يواصل الجيش عملياته التكتيكية من قصف وقتل وهو ما يدل على أنه يدفن رأسه في التراب ولا يسعى لاتخاذ قرارات حقيقية".
وأكد أن "الجيش يتجاهل المشاكل المعقدة لهذه الحرب؛ والتي تتمثل في ضرورة البحث عن كيفية لإنهائها قبل أن تتلاشي كل الإنجازات التي حققها".
وأوضح: "ما يعني بأن المضي في العمليات التكتيكية يمثل طريقة للهروب من الواقع ومن مواجهة الأسئلة الصعبة والملحة لإنهاء الحرب في هذه المرحلة".
وأضاف: "لقد أدركت صعوبة الوضع حينما اجتمعت مع عائلات الجنود القتلى، وما ذكروه من تراجع كبير في عدد الجنود الذين يلتزمون بأوامر التجنيد الأخيرة".
ولفت النظر إلى وجود "مطالبة قادة الوحدات بالسماح للجنود العودة إلى الحياة الطبيعية لتخفيف العبء عنهم".
ونوه إلى أنه "واجه صعوبة في استيعاب المعطيات التي دلت على تراجع عدد الجنود في الوحدات القتالية، وتآكل الدافعية للقتال بسبب طول مدة الحرب".
وطالب الجنرال احتياط، رئيس هيئة أركان الاحتلال هيرتسي هاليفي، أن "يمتلك الجرأة للوقوف أمام المستوى السياسي والمطالبة بإنهاء الحرب على لبنان وغزة لإعادة الأسرى باعتبارها قضية ملحة".
وأردف: "يعتبر هاليفي القائد الوحيد المتبقي في سلسلة القيادة، ومسؤوليته التاريخية والوطنية والأخلاقية تُملي عليه أن يقوم بهذه المهمة، لا سيما وأنه يدرك مدلولات استمرار الحرب وما يترتب عليها من دفع ثمن باهظ".
وبين الجنرال الإسرائيلي أن "رئيس الأركان يعرف جيدًا ما تسببت به الحرب في مقتل المزيد من الجنود والأسرى".
ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإن دعوة زيف لـ "هاليفي" ومطالبته بالإصرار على موقفه لإنهاء الحرب، جاءت في ظل المعطيات المقلقة عن التراجع الكبير والحاد في نسبة الرافضين لأداء الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتياط، عدا عن القتلى والمصابين.
ونوّه "زيف" إلى أن أهمية قيام رئيس هيئة الأركان بهذه الخطوة تزداد في ظل تعيين يسرائيل كاتس وزيرا للحرب "رغم فقدانه للخبرة المهنية وعدم قدرته أن يواجه المستوى السياسي الذي عينه في هذا المنصب".
يُشار إلى أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، أمير إيشيل، رأى أن "إسرائيل" لا تملك استراتيجية خروج من الحرب، وبالتالي فإن كل إنجازاتها العسكرية، في الشمال (لبنان) وفي الجنوب (غزة)، يمكن أن تذهب هباءً.
وأضاف في تصريحات له لموقع كالكلسيت: "هذه الحرب تُشن من دون استراتيجية خروج وستسقط أي إنجاز عسكري، في حين سيصبح التوصل إلى حل سياسي صعباً للغاية".
ووفق معطيات إسرائيلية، فإنه ومنذ مطلع تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، قُتل 28 إسرائيليًا في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين؛ بينهم 12 ضابطًا وجنديًا في قطاع غزة، وحالتا انتحار، و14 في معارك وقصف حزب الله.
وقُتل 27 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا في معارك مع المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة؛ بينهم قائد اللواء 401 المدرع وقائد الفرقة 52، منذ بدء العملية البرية الأخيرة في 5 أكتوبر الماضي.