الساعة 00:00 م
السبت 15 مارس 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خيام ومنازل مدمرة .. فيديو مؤثر لقائمة فلسطين في تصفيات كأس العالم 2026

رسائل من داخل الأسر.. كيف تلقت العائلات أخبار أبنائهم بعد طول انتظار؟

"قمعٌ وإبعاد".. الاحتلال يضيّق الخناق على المرابطين في المسجد الأقصى

#الاحتلال #هدم المنازل #مصادرة الأراضي #المستوطنون #اقتحام المسجد الأقصى #المصلى المرواني #الأعياد اليهودية #الاعتداءات الإسرائيلية #الرباط #صلاة التراويح #الاعتقالات #الحواجز العسكرية #اقتحام المستوطنين #التهويد #مصلى باب الرحمة #التهجير القسري #سحب الهويات #منع رفع الأذان #سياسة الإبعاد #التقسيم الزماني والمكاني #عمليات التهويد #الأقصى في رمضان #مسيرة الأعلام #التصعيد الأمني #صلاة الفجر العظيم #استهداف المقدسيين #محاصرة القدس #الاعتداء على النساء #قمع المصلين #منع الاعتكاف #السيطرة الإسرائيلية #التقييد الأمني #التضييق على المصلين #تفريغ المسجد #حراس المسجد #الطوق الأمني #منع السحور والإفطار #دعم المستوطنين #قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية #دعم الحكومة الإسرائيلية #محاولات تغيير الوضع القائم #حشد القوات #فرض القيود #حظر الاعتكاف #التضييق على التجار #دعم الجماعات المتطرفة #فرض الغرامات #منع الترميم #التفتيش العشوائي #استفزاز المشاعر الدينية #استفزازات الشرطة الإسرائيلية

خاصةً شمال القطاع..

الحرب الإسرائيلية على غزة تفاقم معاناة أصحاب الأمراض المزمنة

حجم الخط
462555148_1341007903563889_8856009498951387592_n.jpg
فاتن الحميدي- غزة- وكالة سند للأنباء

لم تزد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام على اندلاعها، الحياة في القطاع إلا بؤساً وانهياراً في المنظومات المختلفة وعلى رأسها الصحية.

وقد أودى انهيار النظام الصحي في قطاع غزة بحياة مئات الأشخاص، نتيجة شُح الأدوية وانهيار قدرة الأنظمة الصحية على تلبية احتياجات الناس خاصة المرضى.

ويدق الخطر أبواب 350 ألف مريض مزمن في قطاع غزة، بينهم 71 ألف مصاب بالسكري، 225 ألف شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، 45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة للمصابين بأمراض السرطان والكلى وأمراض أخرى، وفقًا لإحصائية سابقة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

ويواجه 700 ألف طفل مضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية وانهيار نظام الرعاية الصحية، بحسب إحصائية "الصحة".

سرطانٌ وحرب..

السيدة هيام فوزي السوافيري (58 عاماً)، أحد سكان شمال قطاع غزة، تعاني من مرض سرطان الثدي منذ عام 2018، حيث أبلغها الأطباء بضرورة استئصال الثدي، مع تنبيهها بالتمسك بجميع العلاجات دون التوقف عنها منعاً لتدهور حالتها الصحية.

تقول "السوافيري" لـ "وكالة سند للأنباء إنه وباندلاع الحرب الإسرائيلية "انقلبت حياتي فوق وتحت"، حيث أصبحت تعاني من الحصول على العلاج، كذلك عدم توفر مراكز طبية تزودها بالعلاج أيضاً خاصة بعد استهداف طائرات الاحتلال الحربية لمراكز السرطان مثل مستشفى الرنتيسي، ومستشفى الصداقة التركي.

وتؤكد على حاجة المرضى، خاصة مرضى السرطان والأمراض المزمنة، لعناية مكثفة، بدءاً من حصولهم على العلاج بشكل دوري دون انقطاع، والتغذية الصحية.

وبحسرة في صوتها، تشير إلى أنها عاجزة الآن عن توفير علاجها بشكل كامل، بسبب نفاده من المراكز الطبية والصيدليات، وعلى إثر ذلك أصبحت تعاني من حُرقة في الثدي الثاني، وغضروف في الرقبة والظهر، وحساسية الصدر.

ومع ظروف الحياة القاسية في شمال القطاع نتيجة الحصار المفروض عليهم ومنع دخول المساعدات وانعدام الغذاء الصحي ونفاد الأدوية، تُبيِّن "السوافيري" أن غذاءهم الآن هو المعلبات علماً أنها ممنوعة لمرضى السرطان نتيجة احتوائها على مواد حافظة.

وتزيد "ضيفة سند": "تراجع وزني 20 كيلوغراما، وأصبحت أعاني من حساسية الصدر نتيجة انقطاع الغاز والكاز، واستخدام النار والحطب لطهي أي شيء"، أما حالات النزوح المتكررة فقد أثرت سلباً عليها ما أدى لتراجع حالتها الصحية.

"فقدت قطعة من قلبي"..

في الحرب فقدت قطعة من قلبي؛ "أختي"، وتتخوف "السوافيري" من تكرار سيناريو الموت الذي عايشته مع أختها التي كانت تعاني من مرض السرطان كذلك.

وفي تفاصيل ما جرى، تروي لنا السيدة السوافيري: "كان موعد جرعة الكيماوي لأختي في اليوم الثاني للحرب لكنها لم تأخذها، لعدم توفر العلاج ولا الكيماوي، وتوفيت في شهر يناير 2023".

وبحشرجة في صوتها تُعبِّر: "نحن لم نأخذ حقنا في العلاج ولا في أي شيء آخر، نحن صامدون إلى أن يأذن الله، لكننا نخاف على أرواحنا ونخاف على مَن بعدنا".

نزوح وكوارث..

وهذه المُسنة آمال الشنباري، النازحة إلى أحد مراكز الإيواء بمنطقة "مشروع بيت لاهيا" تُكابد مأساة إنسانية أخرى، إذ يتحدث نجلها قائلاً: "تعاني والدتي من اضطراب في ضغط الدم، وهذا مرض مزمن تتلقى له العلاج منذ سنوات طويلة".

ويُبيِّن أنه قبل العملية العسكرية الأخيرة على بيت لاهيا وجباليا، كان يحصل بصعوبة بالغة على العلاج لوالدته، بينما أصبح الأمر الآن أشبه بالمستحيل؛ نظراً لإغلاق كل النقاط الطبية والمراكز الصحية والصيدليات.

وتطرق في حديثه إلى أن مستشفيات شمال القطاع، "تقدم خدماتها لحالات الطوارئ فقط، ولا توفر الخدمات لأصحاب الأمراض المزمنة".

حرب الدواء..

بدوره، يؤكد المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض الخيرية سعيد صلاح، على صعوبة الوضع الصحي في شمال غزة، خاصةً مع حصار المنطقة الشمالية والتي تضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

ويلفت "صلاح" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" النظر إلى أن الأعداد الكبيرة من النازحين إلى وسط مدينة غزة، زادت من عدد المراجعين لأقسام المستشفى ولكثير من المراكز الصحية الموجودة.

وينبه أنه وبعد عام وأكثر من الحرب، يفتقر القطاع للعديد من الأدوية غير المتوفرة بالمطلق، مضيفاً أن مخازن أدوية الأمراض المزمنة قد نفدت، كذلك الأدوية العادية مثل المسكنات والمضادات الحيوية، أصبحت شبه معدومة.

ويعاني القطاع الصحي من مشاكل في الأدوية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية، خاصةً في ظل الجرحى والمصابين، ما ينذر بكارثة إذا لم تتوفر هذه المستلزمات، بحسب مدير "أصدقاء المريض".

ويحذر "صلاح" من ازدياد عدد المرضى وسرعة انتشار الأمراض في ظل الفقر المدقع، واكتظاظ السكان في مراكز الإيواء والبيوت المهدمة، وخروج الصرف الصحي عن الخدمة، وتلوث المياه وانعدام المواد الغذائية وقلة المناعة، وعدم توفر الدواء.

ويلفت إلى أن أكثر الأمراض انتشاراً ووصولاً للمستشفيات في الآونة الأخيرة، النزلات المعوية، وأمراض الصدر والرشح، عند الصغار والكبار، والتي أصبحت شائعة وقد تنتشر بشكل أكبر في الفترة المقبلة، ونحن على أعتاب فصل الشتاء.

ويكمل: "لقد فُرِض على الناس هذا الواقع المرير والتعايش الإجباري معه ومع قلة الموارد، التي ينتج عنها مضاعفات المرض". محذراً من أنه إذا لم يأخذ المريض لجرعة العلاجية والعلاج الصحيح، سينتج عن ذلك التهابات، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.