حذر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، من تداعيات سرقة شاحنات المساعدات الغذائية التي تدخل إلى غزة، مؤكدًا أنّها تفاقم أزمة الجوع التي بدأت تظهر في مناطق وسط وجنوب القطاع.
وعزا أبو "حسنة" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أسباب أزمة الجوع وتردي الظروف الإنسانية لمستويات غير مسبوقة في غزة إلى الانخفاض الملحوظ في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع، حيث يتراوح معدلها حاليًا ما بين 37 لـ 50 شاحنة يوميًا لنحو 2,2 مليون إنسان.
وأشار إلى أنّ سرقة المساعدات على يد العصابات المنتشرة في القطاع يُعد سببًا آخر لتعميق الأزمة، موضحًا أنّه حين تدخل 109 شاحنات يُسرق منها 98 معظمها دقيق الذي يحتاجه السكان بشكلٍ أساسي ويبحثون عنه، هذا يعني أنّه كان بالإمكان حل الأزمة القائمة ولو بشكلٍ جزئي.
بينما وصف أبو حسنة الأوضاع التي يمر بها سكان محافظة شمال قطاع غزة بأنها "مجاعة حقيقية" حيث لم تدخل منذ أكثر من 40 يومًا أي مساعدات غذائية ولا مياه صالحة للشرب لنحو 75 ألف فلسطيني محاصر، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية.
وقبل أيام أكدت وكالة "أونروا" عبر متحدثة باسمها لويز ووتريدج في تصريحاتٍ صحفية، أنّه لم تتوفر مساعدات كافية في قطاع غزة طوال حرب الاحتلال الوحشية المستمرة منذ 13 شهرًا، واصفة الظروف المعيشية للفلسطينيين بأنها "لا تطاق".
واستنادًا لمعطيات نشرتها "أونروا" حديثًا فإن أكثر من مليون و800 ألف شخص في جميع أنحاء القطاع يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنف في المرحلة الثالثة من التصنيف أزمة أو أعلى".
وتشير المعطيات إلى أن "سوء التغذية الحاد أعلى بعشر مرات؛ مما كان عليه قبل الحرب".
وكانت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة الهولندية سيغريد كاغ، قد صرّحت الخميس الماضي، أن الوضع كارثي في القطاع، ولا يمكن تقدير حجم الاحتياجات الإنسانية هناك بسبب القيود الأمنية المفروضة على العاملين في المجال الإنساني.
وفي السياق ذاته قال برنامج الأغذية العالمي إنّ "نقص المساعدات يزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للعائلات" في غزة، مشيرًا إلى أنّ الأسواق القطاع بحالة مزرية، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية بسبب الحصار المطبق والإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين.
ومنذ عملية جيش الاحتلال البرية في شمال قطاع غزة بـ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يعاني السكان هناك من مجاعة حقيقية في ظل شح شديد فرضه الاحتلال على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود؛ ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
فيما تلوح أزمة في الأفق بالمناطق الجنوبية لقطاع غزة، بسبب نفاذ الدقيق والمواد الغذائية الأساسية من الأسواق ومنازل المواطنين وأماكن نزوحهم، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عوائلهم والبحث عن بدائل غير صحية وسط ارتفاع غير مسبوق للأسعار.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن منظمات إغاثة أن عصابات منظمة تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق سيطرة جيش الاحتلال، وأكدت أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبي من قطاع غزة.
ونقلت واشنطن بوست عن منظمات إغاثة أن سلطات الاحتلال رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات؛ وهو ما فاقم الأزمة القائمة حاليًا ويعاني من تداعياتها الآلاف.