قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن الأمم المتحدة قامت بـ 41 محاولة هذا الشهر للوصول إلى المواطنين المحاصرين في مناطق بمحافظة شمال قطاع غزة بمساعدات منقذة للحياة، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت جميع هذه المحاولات.
وأوضح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أنّ سلطات الاحتلال رفضت 37 من البعثات الإنسانية، أما البعثات الأربع التي تمت الموافقة عليها فقد قُوبلت بعوائق على الأرض ولم تحقق سوى جزء من مهامها.
وأشار حق في مؤتمر صحفي، إلى أنّ عدة مناطق في شمال غزة تخضع للحصار لأكثر من 50 يوما، وأنّ المدنيين هناك يتعرضون لقصف مكثف وبحاجة ماسة للمساعدة.
فيما شدد مكتب "أوتشا" على أن القانون الدولي الإنساني يحتم حماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، سواء بقوا في أماكنهم أو فروا منها.
وفي الوقت نفسه، تواجه الأسر التي فرت من شمال غزة بحثا عن الأمن والمأوى في مدينة غزة، أيضا شحا بالغا في الإمدادات والخدمات بالإضافة إلى الاكتظاظ وظروف النظافة السيئة، وفق فرحان حق.
كانت منظمة "أنقذوا الأطفال" قد قالت إن نحو 130 ألف طفل دون سن العاشرة محاصرون منذ 50 يوما في مناطق شمال غزة، من دون غذاء أو إمدادات طبية.
ووفق المنظمة، انقطعت إمدادات الغذاء والمياه والأدوية عن الأطفال الذين يعيشون في شمال غزة ومحافظات القطاع بشكل شبه كامل منذ 6 من أكتوبر/ تشرين الأول، عندما أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة "عسكرية مغلقة".
يُذكر أن نحو 80 ألف فلسطيني يرفضون مغادرة شمال قطاع غزة حتى اليوم، رغم إنذارات الإخلاء الإسرائيلية وتعميق الاجتياح العسكري والمجاعة والعطش.
أزمة الشتاء..
ومع حلول فصل الشتاء، تزداد المخاطر على مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في أماكن إيواء مؤقتة، حيث غمرت المياه آلاف الخيام وأتلفت متعلقات الناس وأماكن إيوائهم.
ويُنذر تراكم مياه الصرف الصحي في مناطق مكتظة بالسكان مخاطر تفشي الأمراض، وتزيد هذه العوامل أيضا مخاطر انهيار المباني المتضررة والتي تقيم بها أسر نازحة.
وقد تضررت خلال المنخفض الجوي الذي ضرب البلاد خلال اليومين الماضيين نحو 7000 أسرة تقيم في أماكن إيواء مؤقتة على ساحل غزة بسبب الأمطار الغزيرة، وفقا لتقييمات أولية أجراها مكتب "أوتشا" وشركاؤه.
من جانبها أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن لديها 2500 قطعة من القماش المشمع ورقائق البلاستيك عند معبر كرم أبو سالم، ولكن التحدي الأساسي أمام إدخالها إلى غزة هو المخاوف الأمنية على طول الطريق.
وذكرت أنّ "يونيسف" تعمل على إدخال تلك الإمدادات هذا الأسبوع لتوزيعها على النازحين في غزة.
وعلى ضوء ذلك قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة: "إن جميع العاملين في المجال الإنساني يواجهون أوضاع صعبا للغاية بسبب انعدام الأمن والنهب المسلح، لذا طلبنا مرارا توفير مزيد من نقاط الدخول إلى غزة ومزيد من الطرق للتوزيع بأنحاء القطاع".