قال مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، إنّ غزة تمر بمرحلة هي الأخطر منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين، موجهًا نداءً فوريًّا للأمم المتحدة لإعلان القطاع منطقة مجاعة منكوبة.
وأكد الشوا في حوارٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاحتلال يستخدم التجويع كأسلوب انتقامي ممنهج ضد الغزيين، حيث يتواجدون سواءً في شمال القطاع أو جنوبه.
وأوضح أنّ ما يدخل قطاع غزة يوميًا لا يتجاوز 30 شاحنة مساعدات يوميًا كحدٍّ أقصى، وهذا لا يُغطي 6% فقط من احتياجات السكان.
وعلى ضوء الأرقام التي وصفها بـ "المفزعة" حول الواقع الإنساني في قطاع غزة، دق ناقوس الخطر بعد أن أصبحت مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وبرنامج الأغذية العالمي فارغة من الإمدادات الغذائية.
وأضاف: "لا أقول إننا على وشك الوقوع بالكارثة، بل نحن في خضم مجاعة حقيقية تستدعي إعلانًا أمميًا بتنصيف القطاع منطقة منكوبة".
وأشار إلى أنّ المنظمات الدولية باتت تتحدث الآن عن عدم وجود وصفة سحرية تُمكّنها من التعامل مع الكارثة التي حلّت بقطاع غزة، في ظل عدم توفر إمدادات الغذاء الكافية لتلبية احتياجات الغزيين، خاصة الدقيق.
كما نقل الشوا عن مراقبين دوليين زاروا غزة ولهم خبرة سابقة في العمل بمناطق تعرضت للحروب كسوريا وأفغانستان والسودان، قولهم، إنهم "لا يملكون خبرة كافية تُمكّنهم من التعامل مع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة".
ولفت أنّ شمال غزة يعيش ويلات كارثة حقيقية، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي والحصار المطبق المفروض عليهم ومنع إيصال المساعدات الغذائية والطبية إليهم، فيما يمر نحو مليوني فلسطيني في مناطق جنوب القطاع، بفترة قاسية جدًا بسبب عدم توفر الدقيق والمستلزمات الغذائية، وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكلٍ جنوني.
وتحدث عن واقع مأساوي يفوق الوصف تعيشه آلاف الأسر النازحة، في قرابة 700 مركز إيواء وخيام مهترئة في أنحاء قطاع غزة، تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وأوضح أنّ الغزّيّين مقبلون على موسم الشتاء بدون أي استعدادات فعليّة تحميهم من الغرق والأمراض.
وتشدد سلطات الاحتلال منذ شهرين من قيودها المفروضة على حركة دخول شاحنات المساعدات، وبينها شاحنات طحين، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، وهو المنفذ الرئيسي لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية، وكذلك البضائع التجارية للقطاع الخاص، إلى مناطق جنوب القطاع.
ونبّه الشوا إلى أنّ سرقة شاحنات المساعدات من قبل عصابات اللصوص وقطاع الطرق، ساهمت في تعميق أزمة التجويع الحالية، مشددًا أنّ عمليات السرقة تتم في مناطق محمية من جيش الاحتلال، وهذا دليل آخر على أنّ "إسرائيل" تتبع سياسة تجويع ممنهجة.
وإمعانًا بتنفيذ سياسة التجويع، أشار لاستهداف إسرائيلي متعمد للعاملين في المجال الإنساني، كان آخرها قصف مركبة تتبع لمنظمة المطبخ العالمي (مقرها أمريكا) في خانيونس جنوب قطاع غزة أمس السبت، وأدت لاستشهاد 7 بينهم 3 من عمّال المنظمة.
وأفاد بتدمير قرابة 80% من مقار منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة، بعد قرار إسرائيلي في بداية حرب الإبادة بوقف تمويل الاستجابة الإنسانية التي تقودها هذه المنظمات، مستدركًا: "لكننا تمكنا من إعادة ترتيب التنسيق في العمل الإنساني بأقل الإمكانات المتوفرة".
وفي ختام حديثه؛ قال الشوا إنّ القطاع الإنساني في غزة الذي بقي صامدًا على مدار عام من العدوان؛ قد يتعرض للانهيار في أي وقت؛ بسبب عدم توفر أبسط الإمكانيات للتعامل مع الواقع الكارثي الذي نعيشه"، داعيًا لتدخلي دولي عاجل لوقف أخطر وأكبر حرب إبادة في تاريخ البشرية.
يُشار إلى أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، صرّح مؤخرًا أنّ 80% من مناطق قطاع غزة أصبحت الآن مناطق عالية الخطورة، حيث يجبر الناس على الفرار بحثًا عن الأساسيات.
كما أنّ عملية إيصال القليل من المساعدات التي يُسمح بدخولها لجميع أنحاء القطاع أصبحت معقدة للغاية؛ بسبب الطرق غير الآمنة، بحسب المكتب الأممي.
وفي الأثناء حذرت وكالة "أونروا" الأممية من أنّ "تأخر وصول الوقود والدقيق يؤدي إلى تفاقم الأزمة، ويترك عددا لا يحصى من الناس من دون الحصول على خبز".
وشددت "أونروا" أنّه بدون تدخّل فوري من المتوقع أن تتفاقم أزمة النقص الحاد في الغذاء، مما يعرض حياة أكثر من مليوني فلسطيني للخطر كونهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.