أعلن رئيس وزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني صباح اليوم السبت، عودة الدوحة للوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد نحو شهر من تعليقها.
وأوضح رئيس وزراء قطر في افتتاح منتدى الدوحة في نسخته الـ 22، أنّ عودة بلاده للوساطة جاء بعدما " رأينا زخما جديدا بمحادثات وقف إطلاق النار عقب انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأكد على ضرورة وضع حدّ لاستمرار المأساة الإنسانية في غزة "التي تشهد دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة وامتدت تداعياتها إلى لبنان وسورية"، محذراً من أنّ "بقاء الوضع في غزة على حاله ستكون له تداعيات خطيرة تهدد أمن المنطقة، وقد شهدنا ذلك في لبنان".
وأضاف أنّ "التمسّك بالنهج التقليدي بالتعامل مع الأزمات المستعصية يؤدي إلى تفاقمها"، لافتاً إلى "ضرورة ابتكار أساليب جديدة لإنهاء العنف والتأسيس لسلام مستدام".
وتابع رئيس وزراء قطر بأنّ "تجربة الهدنة التي تحققت أثبتت إمكانية نجاح العمل الدبلوماسي"، متسائلًا: "كيف يمكن لمجتمع دولي يتحدّث عن الحلول التكنولوجية أن يفشل في حماية المدنيين بمناطق النزاع".
وانخرطت قطر إضافة إلى مصر والولايات المتحدة في مفاوضات استمرت لأشهر، لتأمين التوصل إلى تهدئة تُنهي حرب الإبادة المتواصلة منذ 14 شهراً على قطاع غزة، وتعمل على إتمام صفقة تبادل بين الاحتلال وحركة "حماس"؛ لكنها لم تكلل بالنجاح بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض المقترحات المقدمة للتوصل لاتفاق.
وفي أكثر من تصريح أكدت قطر أنّ مساعيها الهادفة لتحقيق اختراق في مسار الوساطة تنطلق من تعقد الوضع الإنساني في غزة، حيث أجبر العدوان الإسرائيلي نحو مليوني فلسطيني على النزوح من مناطقهم في قطاع غزة، الذي يحاصره الاحتلال منذ 17 عاماً، ويقطنه نحو 2.3 مليون نسمة في أوضاع كارثية.
وبعد الجمود الذي أصاب المفاوضات بين "حماس" والاحتلال خلال الفترة الماضية، تتحدث تقارير صحفية منذ أيام عن وجود اتصالات جادة ومتقدمة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في إطار ما قالوا إنه مقترح جديد تقدمت به مصر.
وشددت حماس مرارا على أن أي اتفاق لتبادل الأسرى يجب أن يحقق وقف العدوان على قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم، مؤكدةً أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أفشل جولات المفاوضات عن عمد لمواصلة حرب الإبادة في القطاع التي أدت حتى الآن لاستشهاد نحو 45 ألفًا وإصابة وفقدان مئات الآلاف؛ بالإضافة لكارثة وصحية إنسانية غير مسبوقة.