أكد مدير عام مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة محمد أبو سلمية، أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، محاولة لتطبيق مخطط التهجير الذي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذه.
وقال "أبو سلمية" في تصريحاتٍ صحفية اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء" اليوم السبت، إن الاحتلال يعيد السيناريو الذي نفذه بداية العدوان في مستشفى الشفاء الطبي من حصار وتدمير وقتل واعتقال، مع مستشفى كمال عدوان.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يسعى عبر سياسته الإجرامية الحالية، لإنهاء المنظومة الصحية بأكملها في شمال غزة؛ لإرغام السكان على النزوح قسرًا إلى جنوب القطاع تنفيذًا لمخطط التهجير المعروف إعلاميًا بـ "خطة الجنرالات"
وأضاف "أبو سلمية" أن الاحتلال ما زال يمنع دخول المستلزمات الطبية إلى قطاع غزة لإنقاذ الجرحى والمرضى، منوهًا لعدم توفر أي خدمات أو رعاية صحية للسكان في مناطق شمال القطاع.
وتابع أنّ "الاحتلال أثبت مدى إجرامه باستهداف الكوادر الطبية والمنظومة الصحية بأكملها، في مخالفة صريحة لقوانين حقوق الإنسان الدولية التي كفلت العلاج للمصابين في الحروب والحصانة لأماكن الرعاية الصحية".
وطالب الطبيب محمد أبو سلمية، بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة بشكل عاجل وفتح المعابر وإدخال الأدوية والمساعدات والمستلزمات الطبية.
ويتعرض مستشفى كمال عدوان ومحيطه منذ بدء االعدوان المستمر على شمال قطاع غزة في الخامس من أكتوبر/ تشرين أول الفائت، لحصار مطبق واستهدافات إسرائيلية مباشرة بالقذائف وإطلاق النار وإلقاء القنابل المتفجرة؛ ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات بينهم أطباء ومرضى؛ بالإضافة لعطلٍ أصاب عدة أقسام ومعدات طبية داخله.
وعلى إثره وصف مدير المستشفى حسام أبو صفية في أخر تصريح له أمس الجمعة، الوضع داخل المستشفى وحوله بأنه كارثي، مشيرًا إلى أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد، وأن هناك المئات من الضحايا بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية الضرورية.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال أمس الجمعة إن "إسرائيل" تعمل بشكل منهجي على إخراج مستشفيات شمال قطاع غزة بالقوة عن الخدمة، من خلال الاستهداف العسكري المباشر والمتكرر، وفرض حصار خانق، وقتل وإصابة واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية.
وشدد أن استهداف المستشفيات في شمال غزة يبرز سعي "إسرائيل" المستمر لإخراج هذه المستشفيات عن الخدمة بشكل كامل للقضاء على فرص النجاة والبقاء للفلسطينيين هناك.
وطالب الأورومتوسطي طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية باتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى مستشفيات شمال غزة، وتأمين الأدوية والمستهلكات الطبية والغذاء والطواقم الطبية، والاضطلاع بمسؤولياتها لتأمين حماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية.
وجدد دعوته إلى جميع الدول والأمم المتحدة بتنفيذ التزاماتها القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على "إسرائيل"، ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها كافة.
يُذكر أنّ مجمع الشفاء الطبي، الذي كان ملجأً للغزيين لتلقي الرعاية الصحية وإجراء العمليات الكبرى والمبيت، تعرض خلال الحرب لعدوان إسرائيلي عنيف مرتين، الأول بعد شهر من العملية البرية، فيما انتهت المرة الثانية في الأول من إبريل/ نيسان الماضي، وأدت إلى تدمير وحرق ونسف كل المجمع والبنية التحتية تماماً وإخراجه عن الخدمة، قبل أن يعود للعمل جزئيًا في أيلول/ سبتمبر الماضي.