حذرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الإثنين، من انهيار النظام الصحي بقطاع غزة في ظل تصاعد التهديدات التي تواجهه بسبب الضربات الإسرائيلية، داعية بالوقت نفسه لضرورة وقف استهداف الاحتلال للمستشفيات.
وصرّح مدير "الصحة العالمية"، تيدروس غيبرييسوس، بأن النظام الصحي بقطاع غزة تحت تهديد شديد، مستنكرا لجريمة استهداف المستشفيات، والتي كان آخرها حرق مستشفى كمال عدوان شمال القطاع المحاصر، وإخراجها عن الخدمة، عقب اعتقال 450 شخصا من الكوادر الطبية على رأسهم مدير المستشفى د. حسام أبو صفية، بالإضافة إلى استهداف مستشفيي الوفاء، والأهلي "المعمداني" بمدينة غزة.
وتابع "غيبرييسوس": "الناس في غزة يحتاجون إلى الحصول على الرعاية الصحية، والعاملون في المجال الإنساني يحتاجون إلى الحصول على المساعدة الصحية".
وأكد مدير المنظمة العالمية أن مستشفيي الأهلي "المعمداني"، والوفاء في مدينة غزة تعرضا لهجمات مباشرة من الجيش الإسرائيلي، ما أدى لتضررهما.
وأمس الأحد، استهدفت مدفعية الاحتلال الطابق العلوي لمبنى الأشعة في مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بمدينة غزة مما ألحق أضراراً كبيرة.
كما استهدف طيران الاحتلال المسيّر الطابق العلوي من مستشفى الوفاء بمنطقة أبو خضرة غرب مدينة غزة، ظهر أمس الأحد، ما أدى لارتقاء 7 مواطنين وإصابة آخرين.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان، السبت الماضي، بعد ساعات من حصاره، وأحرقت مرافقه ونكّلت بالمتواجدين داخله من مرضى ومصابين وكادر طبي، قبل أن تعتقل 450 منهم وعلى رأسهم مدير المستشفى، حسام أبو صفية، وتفرج عن بعضهم لاحقا، وتجبر آخرين على خلع ملابسهم في البرد الشديد، والإخلاء القسري بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات بمحيطه.
ولفت مدير "الصحة العالمية" إلى أن المنظمة سلمت إمدادات طبية أساسية تشمل والغذاء والماء إلى المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة المحاصر.
وأشار إلى أنه تم نقل 10 مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 4 مرضى أثناء نقلهم، داعيا سلطات الاحتلال إلى ضمان احترام احتياجاتهم وحقوقهم الصحية.
وكانت منظمات أممية قد حذرت من أن حجم الامدادات الطبية التي تدخل غزة غير كافية لاستدامة الاستجابة الصحية، وأن جميع عمليات الإجلاء الطبي خارج غزة ما تزال متوقفة، فيما ينتظر مئات الآلاف حقهم بالعلاج بالخارج.
وطالب "غيبرييسوس" بضرورة الإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، الذي لا يعرف مكان وجوده، وما يزال مصيره مجهولا حتى الآن.
وبحسب آخر معطيات وزارة الصحة، فإن 1060 شخصا من الكادر الطبي في القطاع استشهدوا منذ بدء العدوان، فيما اعتقل وأصيب المئات، ودمر نحو 130 سيارة إسعاف.
وتعرضت مستشفيات قطاع غزة، وخاصة الشمال المحاصر للاستهداف والقصف والمداهمة من جيش الاحتلال أكثر من مرة، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبالرغم من ذلك فإنها تكافح لتقديم الخدمة الطبية للمرضى والمصابين، إلا أن نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية يحول دون ذلك في كثير من الأوقات.
وخلال الحرب الحالية، وضعت سلطات الاحتلال مستشفيات قطاع غزة ضمن قائمة أهدافها العسكرية بادعاءات وافتراءات بـ "استخدامها من فصائل المقاومة"، لكنها لم تقدم أدلة ملموسة، في حين دحضت ذلك تقارير وتحقيقات صحفية دولية.
ودخلت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يومها الـ 451 على التوالي، تزامنًا مع ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والتهجير وإخراج المشافي والمراكز الصحية والمدنية عن الخدمة؛ لا سيما في شمال القطاع.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45,484 شهيدا، و108,090 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، وفقا لأخر معطيات وزارة الصحة.