نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، شهادات جديدة لمعتقلين من قطاع غزة في سجن "النقب الصحراوي"، كشفت عن تفاصيل مروّعة وصعبة، تعرضوا لها خلال عملية اعتقالهم، وخلال فترة التّحقيق.
وعكست الشهادات الجديدة مستوى التّوحش الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين بشكل غير مسبوق من حيث المستوى والكثافة منذ بدء حرب الإبادة.
وركز المعتقلون -في شهاداتهم- على استمرار انتشار مرض الجرب "السكابيوس"، الذي تستخدمه منظومة السّجون كأداة تعذيب بحقهم.
وقالت الهيئة والنادي إن غالبية المعتقلين الذين تمت زيارتهم، أجسادهم مغطاة بالدمامل، إلى جانب ذلك فقد حضروا للزيارة وهم يرتجفون من شدة البرد، خاصة وأن بعضا منهم محتجزون في قسم الخيام.
وأكّدت الهيئة والنادي، أنّ هذه الشهادات "تشكّل جزءاً من العشرات من الشهادات التي عكست نفس المستوى من عمليات التّعذيب والتنكيل الممنهجة تحديداً بحقّ معتقلي غزة".
ولفتتا إلى أنّ هذه الإفادات تأتي مع تصاعد أعداد الشهداء في صفوف الأسرى والمعتقلين، وتحديداً معتقلي غزة، حيث بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة 54 شهيدا، وهم المعلومة هوياتهم فقط، فيما لا يزال العشرات من المعتقلين الشهداء من غزة رهن الإخفاء القسري.
وأضافتا إنّ هذه الشهادات "تشكل مؤشرا إلى أن يرتقي المزيد من معتقلي غزة، في ضوء المعطيات الخطيرة والصعبة، لظروف احتجازهم التي يهدف الاحتلال من خلالها تصفية المعتقلين وقتلهم بشكل ممنهج".
وفي إحدى الشهادات، يتحدث أحد المعتقلين عن الوضع الصعب الذي كان يعاني منه الأسير أشرف أبو وردة الذي ارتقى في 29/12/2024.
وذكر المعتقل (ج، ص) أنه يعاني من مرض الجرب منذ عدة شهور، وأن الدمامل تغطي جسده، ولا يستطيع الوقوف أو المشي بسهولة، كما يعاني من أمراض ومشاكل صحية أخرى.
وأكد أن وضعه تفاقم بسبب عمليات التعذيب والضرب المبرح، وأصبح يخرج دماً بسبب ما تعرض له.
وأشار إلى أن الأسير أشرف أبو وردة الذي ارتقى في 29 كانون الأول 2024، كان معه بنفس الزنزانة، وكان بوضع صعب للغاية، كما أنه فقد القدرة على التكلم والتذكر، وفقد القدرة على الوقوف على قدميه، علما أن هذه الزيارة تمت قبل يومين من استشهاد أبو وردة.
من ناحيته، قال المعتقل (م، ر) الذي اعتقل من "الممر الآمن" في مدينة الشيخ زايد في شهر مارس/ آذار 2024: "منذ اللحظة الأولى على اعتقالي تعرضت لكل أشكال التّعذيب والتّنكيل، وقد شاهدت الموت ألف مرة".
وأضاف أنه نقل إلى أحد المعسكرات في "غلاف غزة"، وبقي هناك 82 يوماً، وخلال فترة احتجازه فيه، بقي مكبلاً ومعصوب العينين على مدار 24 ساعة، وممنوع من الحركة، وكانوا يجبرونهم على الجلوس 16 ساعة باليوم ويمنعونهم من الحديث.
وقال إنه تعرض للتعذيب الشديد خلال فترة التّحقيق، إلى الحد الذي دفعه لأن يطلب منهم أن يكتبوا الإفادة التي تناسبهم لكي يوقع عليها.
وأكد أن الوضع في سجن "النقب" حاليا صعب جدا ومأساوي، بسب استمرار انتشار مرض الجرب "السكابيوس"، ومعظم الأسرى هناك يعانون من التهابات ودمامل، ولا يستطيعون النوم من شدة الحكة.
أما المعتقل (م، ح) الذي اعتقلت من مستشفى كمال عدوان، فأوضح أنه وخلال الأيام الأولى من الاعتقال تعرض لكافة أشكال التعذيب والتنكيل، قائلا: "ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل".
وأضاف: "جرى نقلي ومعتقلين آخرين إلى مكان آخر، وألقوا علينا مياها عادمة، وتبولوا علينا".
وأشار إلى أنهم نقلوا إلى معسكر لمدة 27 يوماً، وخلال هذه الفترة بقي طوال الوقت راكعا على ركبتيه ومعصوب العينين ومقيّد من اليدين والرجلين، قبل أن ينقل إلى سجن "النقب"، وقال: "اليوم نعيش الموت البطيء في كل لحظة".
وأشار المحامي إلى أنّ المعتقل (م، ح) حضر إلى الزيارة بملابس ممزقة وخفيفة جدا، رغم البرد القارس الذي يجتاح سجن "النقب"، وجسمه مغطى بالدمامل بسبب مرض الجرب.
من ناحيته، أفاد المعتقل (س (ع) أن إدارة السجن تتعمد سحب الفرشات يوميا في الصباح، وتعيدهن في المساء، وذلك رغم البرد القارس، كما تتعمد أحيانا معاقبتهم بتأخير إعادة الفرشات حتى منتصف الليل.
وفيما يلي أسماء معتقلين محتجزين في سجن النقب بحسب ما نقل الأسرى الذين تمت زيارتهم:
الأخوة إبراهيم ومجدي إسماعيل عزام
الأخوة عمر وموسى البريم
ناجي عصفور
سعيد بريم
محمود الفقعاوي
إسماعيل ابو سيدو
محمد قديح
الاخوة نافذ ونادر قديح
نضال عميش
خليل ابو رجلية
حاتم الشواف
عبد المعطي عصفور
أحمد ابو رجيلة
مؤمن سمارة
خضر مسلم
عبد الرحمن سعد
مهند ابو ماضي
رامي شنغلي
ثائر العبادي
شاهر العبادي
يعقوب الكحلوت
عدي كتكت
يوسف جرسو
مصعب فريج
عصام الدرامسة
محمد ابو المعزة
محمد زهير الكحلوت
محمد علي بنات
عبد الرحمن زيارة
أحمد بدوي
إبراهيم النحال
داود الأرغم
عبد الله درويش