الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالصور "داليا"سائقة "مقطورة".. إرادة تكسر احتكار الرجال

حجم الخط
داليا الدراويش
الخليل - نزار الفالوجي – وكالة سند للأنباء

لم تعد قيادة السيارة في المجتمع الفلسطيني حكرًا على الرجال، فرؤية النساء يقدن السيارات في الشوارع أصبح أمرًا عاديًا، لكنّ أن تقود شابة فلسطينية شاحنة كبيرة (قاطرة ومقطورة) ربما يحتاح الأمر جرأة وثقة في النفس أكثر لتتجاوز بهما المرأة نظرة المجتمع "وكلامه".

في محطة دورا للمحروقات، كانت سيدة فلسطينية، تتفقد مركبتها وتتفحص عجلاتها التي تزيد عن الـ 16 عجلًا وكذلك الملحقات بالمقصورة خلف المقود، لم تكن نظرة الرجال نحوها عادية، فملامحهم تُثير تساؤلًا باستغراب: "من هذه السيدة التي انتقلت من عالم الأنوثة إلى مهنة يعجز عنها الرجال أحيانا؟".

"القاطرة والمقطورة" هذه تعود للشابة الفلسطينية داليا الدراويش(26 عاما) من مدينة دورا غربي الخليل.

وحاصلة "الدروايش" على شهادة الهندسة المعمارية لكنها تميل إلى مهنة والديها "سياقة الشاحنات الثقيلة".

"داليا" متزوجة ولديها طفلان، تستهل حديثها مع "وكالة سند للأنباء" بتعبيرها عن حُبها لهذه المهنة الشاقة "رغم رؤية المجتمع لها بأنها حكر على الرجال".

وقالت: "أريد أن أبرهن للمجتمع وعاداته التقليدية أن بمقدون المرأة ممارسة أي مهنة مهما كانت شاقة طالما أنها شريفة ومشروعة، فالحياة بحركتها ومشقتها ومتاعبها ليست حكرًا على الرجال".

"حب وراثي"

وفي طرقنا لأبواب ذاكرة عائلة دروايش وجدنا أن والدها موسى الدراويش(60 عامًا) ، كان يعمل سائقا وصاحب شاحنات نقل ثقيلة، كذلك والدتها كوكب الدراويش(47 عاما) كانت أول فلسطينية تحصل على رخصة شاحنة ثقيلة (قاطرة ومقطورة ) عام 1996م.

لذلك ترى "داليا" حُبها لهذه المهنة وراثيًا، ولاقت تشجيعا من عائلتها حتى تمكنت من الحصول على رخصة "قاطرة ومقطورة" لتكون الأولى في فلسطين التي تحصل على هذه الرخصة بهذا العمر، والثالثة على النساء بشكل عام.

وتُكمل حديثها بصوتٍ واثق: "حصلت على أول رخصة قيادة لشاحنة خفيفة عام 2012، وتابعت المسيرة لتحقيق طموحي فحصلت على رخصة شحن ثقيلة عام 2016، وفي عام 2018 حصلت على رخصة قيادة باص".

ولم تتوقف همتها عند هذا الحد، بل واصلت "داليا" التدريب في سياقة الشاحنات الثقيلة حتى حصلت على رخصة القاطرة والمقطورة عام 2019.

داليا الدراويش 3.jpg
 

وكانت ضيفتنا تدرك أن هذه المهنة شاقة وخطيرة وصعبة، لكنها أصرّت على النجاح والوصول، كما تُحدثنا والسبب: "لأثبت للمجتمع أن المرأة الفلسطينية قادرة على تحدى الصعاب وإثبات ودجودها تمامًا كالرجل".

وتُشير "الدراويش" إلى أن أي امرأة تستطيع أن تتجاوز الـ "العادات والتقاليد السيئة" التي تحرم المراة من حقها، لكنها بحاجة لمساندة وتشجيع، سيما من الأهل والزوج والمقربين.

هذا الحب والشغف نحو هذه المهنة، لكن لابد له من ضريبة تدفعها "داليا"، عن ذلك تقول: "الصعوبة موجودة في كل المهن وخاصة في البدايات، لكن الإرداة القوية والتصميم على النجاح يذلل كل العقبات".

وقبل الحصور على رخصة "القاطرة والمقطورة" رسبت في "داليا" في امتحان "التست" للحصول على الرخصة ثلاث مرات ونجحت في المرة الرابعة.

وتستذكر: "جرى الامتحان آنذاك بمراقبة كاميرات وكالة الأنباء الفرنسية التي ذُهلت من أدائي وأرادت عرض قصتي للعالم، وفزت بذلك بجدارة وبشهادة مدربي".

وتروي: "أنا أسوق القاطرة والمقطورة (التريلا) مثل أي سيارة لكن هناك اختلاف في طول القاطرة والمقطورة وحمولتها الثقيلة وحركتها وخاصة عند الالتفاف والمنعطفات وفي المنخفضات ومناطق الصعود وفي حالة الرجوع إلى الخلف، لكن مع الممارسة تغلبت على ذلك كله".

داليا الدراويش 4.jpg
 

مدير إحدى مدارس تعليم السياقة في الخليل ومدرب داليا الدروايش، إياد مجاهد قال: "إن داليا حصلت على رخصة قيادة القاطرة والمقطورة بنجاح واقتدار".

وتابع في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" : "الدروايش كانت مصممة على النجاح وكانت تستقبل التوجيهات بصدر رحب وهذا كله ساعدها في تحقيق ما تريد والوصول لما تطمح".

وتطرق "مجاهد" أثناء حديثه عن "داليا" لـ "نظرات الاستهجان" التي كانت تُسيطر على ملامح العوام أثناء عندما يشاهدونها تقود شاحنة التدريب الثقيلة المحملة بالحجارة.

وزاد في حديثه: "لكن داليا كانت واثقة وغير مبالية وكانت تبحث عن النجاح، وهذه الثقة ساعدتها في التجاوز".

وتطمح الشابة داليا الدروايش في الحصول على رخصة تدريب لتقوم بتدريب السيدات على السياقة وخاصة سياقة الشاحنات الثقيلة والحافلات، مناشدة المؤسسات العامة والخاصة فإفساح المجال لعمل للسيدات بهذه المهنة.