لم تقف ساقه المبتورة، حاجزًا أمام إكمال مهامه في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
يضع طبيب الأطفال خالد السعيدني سماعته، متنقّلًا بين الأسرّة في قسم الأطفال بالمستشفى ليتفقّد الحالات المرضية، ويقدم لهم الرعاية المطلوبة، معتبرًا أن الإصابة لا يمكن أن تمنعه من مواصلة عمله.
في حزيران/ يونيو الماضي، أصيب السعيدني إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت المنازل المجاورة لمنزله في مخيم البريج، وتعرض للإصابة بشظية في ساقه اليمنى، وأدت إلى بترها.
كما يعاني الطبيب السعيدني من انسداد في الشرايين بساقه اليسرى، وأنه إن لم تتم معالجة الأمر بشكل عاجل، قد يضطر الأطباء لقطعها.
وقال لوكالة سند للأنباء "أصبت في قصف شنته طائرات الاحتلال بمخيم البريج، وأصابتني شظية صاروخ في قدمي، وكوني مريض سكري، تفاقمت الإصابة وتحولت إلى التهاب بالعظم".
وتابع "كنا في فترة نزوح، ولم تتوفر الرعاية الطبية المطلوبة، فقرر الأطباء بعد ذلك بتر الساق".
وبين السعيدني أنه رفض بداية الأمر بتر ساقه، حتى أقنعه الأطباء بضرورة هذا الإجراء، لحماية الأعضاء الأخرى في الجسم.
وأضاف "كان هاجسي الأكبر أن لا أتمكن من العودة لعملي، وأصبحت حالتي النفسية سيئة جدا في حينه، لأني لا أستطيع التخلي عن عملي الذي أمارسه قبل 23 عامًا".
وأشار أنه بعدما تمكن من تركيب طرف صناعية لساقه، عاد له بعض الأمل من جديد، وعاد لممارسة عمله في المستشفى، ورعاية الأطفال وخدمتهم.
وقال "أنا كنت بحاجة للأطفال مثلما هم بحاجتي.. كان لا بد لي من العمل والتفاعل حتى أغير من حالتي النفسية السيئة، وقدّم زملائي في المستشفى كل الدعم والمساندة، وبدأتُ العودة لأجواء العمل تدريجيًّا".
وتبقى آمال الطبيب السعيدني أن يتمكن من العلاج خارج القطاع، حتى ينقذ ساقه اليسرى قبل أن تزيد حالتها خطورة.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تواصلت معه قبل شهور، من أجل تحويله العلاج بالخارج، لكن ذلك لم يتم حتى اليوم، مناشدًا من يستطيع تقديم المساعدة له أن يفعل.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في تصريح سابق، إن "إسرائيل" لا تزال تمنع خروج أكثر من 12 ألف فلسطيني، من المرضى والجرحى من قطاع غزة إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي المنقذ للحياة.
وأشار "جيبريسوس"، في بيان له، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليه، إنه تم إجلاء ما لا يقل عن 5383 مريضا، بمساعدة منظمة الصحة العالمية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بينما لا يزال أكثر من 12 ألف فلسطيني ينتظرون مغادرة غزة لتلقي العلاج الطبي المنقذ للحياة.
وبين أن وتيرة الإجلاء انخفضت بشكل حاد بعد إغلاق معبر رفح في مايو/أيار الماضي، عندما استولى عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين غادر غزة 436 مريضا فقط.