الساعة 00:00 م
الجمعة 30 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
4.91 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.48 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مصدر في "أوتشا": "إسرائيل" وافقت على توزيع الطحين مباشرة لعائلات غزة

"أبو حسنة" لـ "سند": فشل الشركة الأمريكية كان متوقعا

بالصور قرية "السر" البدوية.. صمود فلسطيني أمام مرمى نيران الهدم والتهجير

حجم الخط
قرية السر
النقب - وكالة سند للأنباء

بيوتٌ فلسطينية أكبر من عمر الاحتلال الإسرائيلي تراها في قرية السر البدوية في مدينة النقب، والتي لم يستسلم أهلها لمحاولات سلطات الاحتلال هدم المنازل وترحيل السكان وتهجيرهم من أراضهم، فتصدوا لهذه الانتهاكات ببناء الخيام بجانب ما هُدم قسراً من بيوت؛ في رسالة تحدٍ وبقاء على الأرض.

وفي الآونة الأخيرة، استهدفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرية "السر" التي يقطن فيها قرابة 1500 نسمة، بالهدم وتسليم الإخطارات بالهدم الذاتي لجميع مساكن القرية؛ لإزالتها لصالح مشاريع التخطيط الإسرائيلية، بينما قوبلت هذه المخططات بالتحدي والصمود الفلسطيني.

تهديد بالهدم والإزالة..

ويوضح الناشط في قرية "السر" ياسر الخرومي، أن سلطات الاحتلال وزعت عام 2020 مئات أوامر الإخلاء والهدم على سكان القرية؛ بحجة بناء حارة جديدة تتبع لبلدة "شقيب" السلام بالمجاورة.

ورغم اعتراضات السكان أمام المحاكم والقضاء الإسرائيلي على مدار سنوات؛ إلا أن الاحتلال قرر في النهاية هدم البيوت وترحيل سكانها، وفقاً لما ذكره "السر" لـ"وكالة سند للأنباء".

ويؤكد ضيفنا أن قرابة 1500 نسمة يقطنون القرية القائمة قبل عام 1948، والمهددة بالإزالة والترحيل بعد إخطار جميع منازلها بالهدم، حيث يُصر الأهالي أن هذه بيوتهم وأراضيهم وفيها من ذكرياتهم وذكريات الآباء والأجداد ولن يُفرطوا بالتنازل عنها.

وطالت إخطارات الهدم – بحسب "الخرومي"- 350 منزلاً ومنشأة سكنية في القرية، بينما هدم الاحتلال قرابة 50 منزلاً منها، ويتم مؤخراً تنفيذ عمليات هدم أسبوعي بواقع 20-30 منزلاً.

ويشدد "الخرومي" أن سكان القرية مستمرون في البقاء والعيش بخيام رغم هدم منازلهم، في تعبير واضح عن رفضهم الترحيل والإصرار على البقاء.

ويتابع: "هذه جدراننا التي شهدت ضحكاتنا ودموعنا، وأبوابنا التي لطالما فُتحت للغريب قبل القريب، واليوم يجبر المواطنين على هدمها ظلمًا وعدوناً، لا لذنب اقترفوه، بل لأنهم صمدوا وتمسكوا بحقهم في أرضهم وكرامتهم".

قرية السر...jpg

"متمسكون بأرضنا"..

وخلال الأسبوع الماضي، طالت عمليات الهدم في القرية 30 منزلاً لعائلة "الولادية" والذين باتوا في العراء، عدا عن خيام أعادوا نصبها على أنقاض منازلهم؛ رافضين الرحيل منها.

ويوضح المواطن عامر الولايدة من سكان القرية في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" أن سلطات الاحتلال هدمت منزله الذي كان يقطن فيه مع أفراد عائلته، وقرابة 30 منزلاً ومنشاة سكنية يقطن فيها 250 مواطناً لأشقائه وأبناء عمومته، أغلبهم من الأطفال والنساء.

ويلفت "الولايدة" إلى أن جميعهم أصبحوا سكاني خيام رغم الظروف القاسية في الحر الشديد مع بداية فصل الصيف.

ويشير ضيفنا في حديثه إلى محاولات المواطنين منع الهدم وإيقافه، عبر التوجه للمحاكم الإسرائيلية لكن جميع القرارات رُدت؛ لوجود عنوان عريض بالتهجير والترحيل لسكان المنطقة.

ويُبيِّن "الولايدة" أن المواطنين وبعد هدم مساكنهم سارعوا لتنظيف الركام وإعادة بناء الخيام؛ رفضاً لمخطط الترحيل والتهجير من أرض الآباء والأجداد، في ظل تدمير منازل مشيدة قبل قيام "دولة" الاحتلال الإسرائيلي.

وتطرق في حديثه إلى أن جميع المنازل التي هدمها الاحتلال مسقوفة بالزينكو نظراً لأن الأخير لا يسمح بالبناء والتوسع في تلك المنطقة، كما أن جميع المساكن تم إخطارهم بالهدم ففي كل أسبوع يُجبر أصحابها على إزالتها لعدم دفع تكاليف الهدم.

احتلال.jpg

أهواء سياسية..

بدوره، يعتبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، أن ما يجري في قرية السر عبر ما يسمى بـ"دارة أراضي إسرائيل" و"سلطة توطين البدو" أو تهجيرهم، يريدون إقامة حي؛ إلا أن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير أصر على هدم هذه البيوت.

ويقول "الأعسم" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن "بن غفير" ينافس المتطرفين اليهود ويريد كسب أصواتهم في الانتخابات القادمة عبر هدم مزيد من البيوت الفلسطينية، خاصة في مدينة النقب؛ لصالح إقامة مستوطنات يهودية على خط بئر السبع – ديمونا.

ويشير "الأعسم" إلى أن الاحتلال يهدف من وراء هدم منازل قرية السر والقرى الأخرى لترحيل الفلسطينيين المتواجدين ضمن مخططات المستوطنات، وعزل وقطع التواصل الجغرافي بين السكان والقرى الفلسطينية في منطقة النقب.

وبحسب ضيفنا فإن الهيئات الممثلة لـ"بدو النقب" تعمل على توعية الناس، وتعزيز صمودهم في مواجهة مخطط الترحيل، مؤكداً أنه تعزيز الصمود كفيل بإفشال كل هذه المخططات.

ويردف "إن مخاطر الاحتلال تطال كل القرى والتجمعات غير المعترف فيها والبالغ عددها 35 قرية، يسكنها ما يقارب 120 ألف مواطن.

1.jpg

قرى.jpg

دعوات للثبات والصمود

ووصف متحدثون خلال مؤتمر في قرية السر من أن ما يجري نكبة ثانية، محذرين من سياسة الاحتلال الرامية للتهجير والتي يتبعها منذ عام النكبة، والتي بحاجة إلى تظافر كل الجهود للوقوف ومواجهة الاحتلال.

وأكدوا على ضرورة الوقوف في وجه الهدم وجعله مكلفاً للاحتلال عبر مظاهرات حاشدة بالآلاف، تجبر الاحتلال على إعادة حساباته عندما يريد تنفيذ عملية هدم.

ووفقاً لمعطيات حقوقية في النقب فان أكثر من 27 ألف مبنى تم هدمها ما بين الأعوام 2013 حتى 2024 في مختلف قرى النقب، بينها 4911 مبنى تم هدمها العام الماضي، بينما هُدم 3283 مبنى خلال عام 2023 في تصعيد واضح ما بعد الحرب على قطاع غزة.

وأعلن منتدى السلطات البدوية في النقب عن إضراب شامل يوم الخميس في البلدات كافة، يشمل المدارس والمحلات التجارية والمؤسسات العامة، ومظاهرة حاشدة في بئر السبع الساعة العاشرة صباحا أمام مكتب سلطة البدو رفضاَ لما يجري في قرية السر ومخطط هدم مساكنها وازالتها.

ويسوق الاحتلال لهذه المخططات التي تستهدف قرية السر تحت مسمى "مخططات تطوير وطنية" تمارس من خلاها السلطات الإسرائيلية الضغوط على أهالي القرى، من مضايقات وإلصاق دعاوي إخلاء ودعوات للتحقيق في وحدة "يوآب".

في حين تواجه اليوم 9 قرى كاملة يسكنها 6500 مواطن خطر التهجير، وذلك بعد إخطار أهلها بإخلائها تمهيدا لإزالتها.