الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بين أسْرٍ واعتقال

النساء الفلسطينيات في مرمى نيران جيش الاحتلال

حجم الخط
أسيرة.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

امرأة ترهب جيش وعدو يترصد بجُبنه ليُظهر قوته الهزيلة على النساء، التمسك بالأرض والهوية، بالثوابت والقضية، دافعٌ للنساء أن يكُن سنداً لكل رجل فلسطيني يذود بمقاومته هذا الاحتلال الغاصب

في دور لا يقل أهمية عن جهاد الرجال، تشاطر المرأة الفلسطينية الرجل بنضالها ضد الاحتلال، مقدمةً نموذجاً يُحتذى به لنساء العالم أجمع.

فلسطينية هي، لتكون بذلك ابنة شهيد، أو أخت جريح، أو زوجة أسير، وهي أم لهؤلاء تنجب رجالاً يسطرون التاريخ بدمائهم.

واليوم تسلط "وكالة سند للأنباء" الضوء على نساء قاسَين ويلات الاحتلال وعنجهيته، والذي سلبهن حريتهنَّ ليقبعن خلف زنازينٍ تقدم أصنافاً شتى من العذاب، أو اعتقالٌ ووقف وإبعاد عن أحب البلاد.
 

"40"

يقول رئيس هيشة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن عدد المعتقلات الفلسطينيات 40 مُعتَقلة، تنقسم محكوميتهنّ بين متوسطةٍ وخفيفة، ومنهُنَّ الموقوفات اللواتي ينتظرن تقديمهنّ إلى محكمة الاحتلال الإسرائيلي لإصدار حُكمٍ بحقِّهن.

يحدثنا "أبو بكر"، تتعرض الأسيرات الفلسطينيات للتحقيق والتعذيب، ومؤخراً شهدت الأسيرات تخفيفاً للامتيازات في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين بشكل عام في سجون الاحتلال، بعد انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن جلبوع.

وبناءً عليه، تم منع الزيارات للأسيرات، تقليص ساعات الفورة، وكذلك الحرمان من "الكانتينا" وفق "أبو بكر".

ويتابع ضيفنا، هناك 8 حالات مَرَضية في سجون الاحتلال أبرزهم، الأسيرة إسراء جعابيص، وهناك مَن يعانين من أمراض مزمنة وأوضاعٍ صحية صعبة مثل الأسيرة شذى أبو فنونة وهي امرأة كبيرة، تعاني من وضع صحي خاص، تتمثل في ارتفاع نسبة السكر في الدم، ومشاكل في القولون العصبي، وبحاجة إلى رعاية طبية وعلاجات مستمرة.

يضيف "أبو بكر" لـ"سند"، يمارس الاحتلال الإسرائيلي أشد أنواع الضغط والتعذيب على الفلسطينيين دون تفريق بين صغير أو كبير، بين رجل وامرأة، خاصةً الاعتقالات في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى، وإبعاد الفلسطينيين عن المدينة المقدسة.

"دفاعٌ عن الأقصى"

وبانتقالنا إلى مدينة القدس، تبيِّن لنا المرابطة في المسجد الأقصى السيدة فاطمة خضر، جانباً من بشاعة الاحتلال الإسرائيلي، و"خضر" هي إحدى المدافعات عن "الأقصى"، تم إبعادها لـستة أشهر ونصف، وعادت قبل 3 أسابيع، مُنعت في رمضان من دخول أبواب "الأقصى" أو المرور في شوارع المدينة المقدسة.

وتورد "خضر" لـ"وكالة سند للأنباء"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تُرسل لائحة اتهام بحقها، في طلبٍ من الاحتلال كي تعترف بأفعالٍ لم تقُم بها.

وتوضح "خضر" سبب الاعتقال، وهو أنها مرابطة في المسجد الأقصى تترد للصلاة فيه، وكذلك مشاركتها في المسيرات والمظاهرات المدافعة عن المسجد، مشيرةُ إلى أن الاحتلال أرسل قائمة الاتهام بحقها، بعد مشاركتها في مظاهرات ضد مسيرة الأعلام، والتي انطلقت في 15 يونيو/حزيران المنقضي.

"إلغاء وجود المرأة الفلسطينية"

تؤكد ضيفتنا أن الاحتلال يتبع سياسة التخويف والترهيب باعتقال النساء، واعتقالها كان يهدف لردع المرابطات في "الأقصى" من الإقدام على أي فعلٍ مشابه، من مشاركات في المسيرات والمظاهرات، أو حتى رفع الأعلام الفلسطينية، وهو جانب من إلغاء وجود المرأة الفلسطينية على ساحة الدفاع عن المقدسات.

تُهاتف النيابة العامة لمحكمة الاحتلال السيدة "فاطمة"، بعد رفضها توقيع لائحة الاتهام الموجهة إليها، لإعطاء حكم عليها.

تصف ضيفتنا ألاعيب الاحتلال قائلة، يحاول الاحتلال عقد صفقة مع المتهم "كما فعل معها"، بحيث يتم إغلاق ملف قضيته إذا أتم التوقيع على لائحة الاتهام، مبينةً أن الاحتلال لا يغلق أي ملف ولا يلتزم بأي وعد.

تشير "خضر" في حديثها إلى أن لائحة الاتهام تكون باللغة "العبرية"، وتقوم محكمة الاحتلال بإحضار مترجم لمن لا يتقنون اللغة، وبنوع من التلاعب والاحتيال، تتم ترجمة بنود "اللائحة" ترجمة غير صحيحة، لدفع المتهم بالتوقيع عليها، فيُفاجئ أنه يوقع على شيء غير ما قيل له.

وتتعدد أسباب الاعتقالات كما ذكرت "ضيفتنا" عن بعض المرابطات والتي اعتُقِلَت إحداهنَّ 10 أيام لمشاركتها في مسيرة في القدس، إضافةً لرجل آخر كُلِّف بدفع غرامة مالية باهظة الثمن لوضعه علم فلسطين في سيارته، وهكذا الحال باستمرار في المدينة المقدسة.

امرأة ترهب جيش وعدو يترصد بجُبنه ليُظهر قوته الهزيلة على النساء، التمسك بالأرض والهوية، بالثوابت والقضية، دافعٌ للنساء أن يكُن سنداً لكل رجل فلسطيني يذود بمقاومته هذا الاحتلال الغاصب، فالمعركة لم تنتهِ وصاحبُ الحق يبقى صامداً حتى الرمق الأخير، أو يروي بدمائه تُرب بلاده شرفاً وجهاداً.