قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي، إن "إسرائيل لم تدخل الهدنة طواعية، بل أُجبرت عليها بفعل صمود المقاومة والشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن جيش الاحتلال "لم يحقق أي أهداف استراتيجية في حربه على غزة".
وأضاف الهندي في تصريحات صحفية متلفزة، تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن "الاحتلال لم يعد لديه أهداف في قطاع غزة، فهو يجتاح المناطق نفسها للمرة الثالثة، ومع ذلك تستمر المقاومة في القتال".
وشدد على أن المقاومة والشعب الفلسطيني "هم من فرضوا هذه الهدنة على إسرائيل، إلى جانب العوامل الإقليمية والدولية التي ضغطت على الاحتلال لوقف القتال".
وحول تأخير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أشار الهندي إلى أن ذلك "يعكس غطرسة الاحتلال واحتقاره لحقوق الفلسطينيين"، مؤكدًا أن "الاحتلال لا يعترف بإنسانية الشعب الفلسطيني ويرى أن الإسرائيليين فقط هم من يستحقون الفرح والكرامة الوطنية".
واستطرد: "الشعب الفلسطيني خرج بالآلاف رغم الدمار، يهتف للشهداء ويؤكد استمرار المقاومة، وهذا وحده كافٍ ليغيظ إسرائيل، وجاء كرد على مزاعم القضاء على المقاومة أو تفكيكها".
وأكمل: "مشاهد خروج المواطنين بالآلاف والاحتفاء بالمقاومة أثبتت أن غزة لم تنكسر، وأن المقاومة لا تزال قوية، رغم كل ما تعرض له القطاع من قصف ودمار وتشريد".
"إسرائيل" قد تخرق الاتفاق..
وحذر الهندي من أن "الاحتلال لا يمكن الوثوق به، وقد يخرق الهدنة في أي لحظة. موضحًا أن "المقاومة مستعدة لمواجهة أي تصعيد محتمل".
ونوه إلى أن المقاومة في غزة "تأخذ احتياطاتها الأمنية والاحتلال قد يفتعل ذرائع للعودة إلى القتال، لكن المقاومة في جاهزية تامة".
ورد الهندي على تصريحات وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي زعم أنه اتفق مع نتنياهو على استئناف الحرب بعد 6 أسابيع، قائلًا إن "هذه التصريحات للاستهلاك السياسي الداخلي".
وتساءل: "بعد 15 شهرًا من الحرب لم يحققوا شيئًا، فماذا يمكنهم تحقيقه بعد 6 أسابيع؟! هذه مجرد شعارات، والاحتلال يعرف جيدًا أن المقاومة لم تُهزم".
وأشار إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا سياسية كبيرة، وقد يحاول استخدام هذه التصريحات للمراوغة، لكنه لا يملك القدرة على العودة إلى الحرب بسهولة.
إنجاز عسكري للمقاومة..
واعتبر القيادي في "الجهاد الإسلامي"، أن قدرة المقاومة على الاحتفاظ بأسرى الاحتلال طوال هذه الفترة، رغم القصف الإسرائيلي المتواصل، "يعد إنجازًا عسكريًّا كبيرًا".
ونبه: "إسرائيل كانت تراقب القطاع بطائراتها وطائرات دول أخرى، ومع ذلك نجحت المقاومة في الحفاظ على الأسرى وإطلاقهم بصحة جيدة. هذا دليل على قوة المقاومة وانضباطها".
وجدد التأكيد على أن المقاومة "حققت انتصارًا استراتيجيًّا في هذه الجولة، بينما خرج الاحتلال الإسرائيلي من الحرب دون تحقيق أي من أهدافه المعلنة".
وتابع: "إسرائيل فشلت في القضاء على المقاومة، وفشلت في استعادة أسراها بالقوة، واضطرت إلى الدخول في اتفاق رغمًا عنها.. المقاومة فرضت معادلتها، وهذه الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع".
فرق أخلاقي..
وحول الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين مقارنة بأسرى الاحتلال، لفت "الهندي" النظر إلى أن العديد من الأسرى الفلسطينيين استشهدوا بسبب التعذيب والإهمال الطبي في سجون الاحتلال.
وتابع: "بينما خرج الأسرى الإسرائيليون من غزة في حالة جيدة؛ مما يبرز الفرق الأخلاقي بين تعامل المقاومة وتعامل الاحتلال مع الأسرى".
المرحلة الثانية من التهدئة..
وكشف الهندي أن المرحلة الثانية من المفاوضات حول تبادل أسرى الاحتلال العسكريين ستبدأ بعد 16 يومًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول المناورة والمماطلة في هذه المرحلة، لكنه في النهاية مضطر إلى التفاوض.
ورجح القيادي في الجهاد، محاولة نتنياهو "عرقلة الصفقة لاستعادة شعبيته، لكن في النهاية المسار واضح: وقف القتال، إدخال المساعدات، وانسحاب الاحتلال تدريجيًّا".
وأكد أن المقاومة لن تقدم أي تنازلات مجانية، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال الأسرى "لهم ثمن مختلف؛ مما يعني أن المفاوضات بشأنهم ستكون أكثر تعقيدًا".
إدارة غزة..
وحول مستقبل إدارة غزة، نوه الهندي إلى أن "فصائل المقاومة تدرك أن الوضع الحالي يتطلب ترتيبات سياسية جديدة". مشددًا على أنها "منفتحة على جميع الخيارات التي تحمي الشعب الفلسطيني".
وتابع: "نحن لا نسعى للهيمنة على غزة، وندعم تشكيل حكومة توافق وطني، أو حتى العمل وفقًا للمبادرة المصرية لإدارة القطاع بمرجعية من السلطة الفلسطينية".
واستطرد: "المقاومة لن تسمح بوجود فراغ إداري في غزة، والأمور تحتاج إلى ترتيبات عملية لضمان توزيع المساعدات وإعادة الإعمار وضبط الأمن الداخلي".
معبر رفح..
وأكد الهندي أن إدارة معبر رفح ستتم وفق اتفاقية المعابر لعام 2005، مشيرًا إلى أن الاحتلال يجب أن ينسحب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
وختم تصريحاته: "الانسحاب الإسرائيلي من المحور الحدودي مستمر، ومعبر رفح سيُدار وفقًا للاتفاقيات السابقة، ولا يوجد عائق لفتحه فورًا إذا كان هناك قرار سياسي واضح".