الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

خاص بالصور والفيديو الحرية ثمنها الدم: حنان معلواني وميسر الفقيه يسردن رحلة الألم والنصر بعد التحرر

حجم الخط
حنان معلواني وميسر الفقه
نابلس - وكالة سند للأنباء

الحرية ثمنها الدم، هكذا تروي الأسيرتان المحررتان، حنان معلواني وميسر الفقيه، قصة نضالهما المستمر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث شهدت سنوات اعتقالهما الصعاب والتحديات التي لا تعد ولا تحصى، ورغم أن فرحة الحرية التي عاشتها الأسيرتان بعد سنوات طويلة من الأسر كانت لحظة عارمة بالتحرر، إلا أن فرحتهن لم تكتمل، فبينما نالتا حريتهما، بقيت خلف القضبان أرواحٌ كثيرة من الأسرى والأسرى الذين دفعوا ثمن حريتهم غاليًا.

قالت الأسيرة المحررة ميسر الفقيه إن مشاعرها كانت مزيجًا من الفرح والألم. أوضحت أن هذا اليوم الذي نالت فيه حريتها كان ثمنه دماء آلاف الشهداء الذين ارتقوا في غزة والضفة والقدس وفي الداخل المحتل.

وأكدت "الفقيه" في مقابلةٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء"، أن الفرحة ممزوجة بالألم، مشيرة إلى صعوبة التعبير عن مشاعرها في تلك اللحظات.

وأوضحت أنها وأسيرات أخريات شعرن بالسعادة لسماع خبر الإفراج، لكنهن تركن خلفهن عشر أسيرات ما زلن في السجون، من بينهن ثلاث أسيرات من غزة.

وأضافت أن هذا كان مؤلمًا للغاية بالنسبة لهن، حيث كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحهن قبل الإفراج عن الدفعة الحالية، وفق ما فهمنه سابقًا.

وذكرت أن عملية الإفراج كانت محاطة بعدم اليقين، إذ تم تقليص عدد الأسرى المقرر الإفراج عنهم من 120 إلى 90، بينهم أطفال وأسيرات.

وعبرت عن أملها في أن يتم الإفراج عن باقي الأسرى والأسيرات، خاصة البطلة شاتيلا المعتقلة منذ تسع سنوات ونصف، والتي تواجه حكمًا بالسجن لمدة 16 عامًا.

c7fb07a2-03b6-4e30-a862-9c2d3e265877.jpg

وأشارت إلى معاناة الأسيرات داخل السجون، حيث كن يعشن في زنزانات ضيقة جدًا، بمساحة لا تتجاوز 3 أمتار في 3، تضم ست أسيرات.

وتحدثت عن تعرضهن للقمع والإذلال، واصفة السجن بأنه "مقبرة الأحياء"، مؤكدةً أن الحياة اليومية في السجن كانت مليئة بالقهر والحرمان من أبسط الحقوق، مثل زيارة المحامين.

وأوضحت أن الأخبار المتعلقة بصفقة التبادل كانت تصل إليهن عبر المحامين، الذين أبلغوهن بإعلان الصفقة ووقف إطلاق النار، مع تحديد موعد للإفراج.

وذكرت أن عملية اختيار الأسماء للإفراج كانت تتم بطريقة صعبة ومتوترة، حيث كانوا يأخذون عددًا معينًا من كل غرفة، مضيفةً أنه عندما وصل الدور إلى غرفتها، شعرت بمشاعر متضاربة بين الفرحة والحزن، خاصة عندما تم الإعلان عن اسمها وترك اثنتين من زميلاتها من غزة خلفها.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن هذه التجربة كانت مليئة بالمشاعر المختلطة والصعوبات، معبرة عن أملها في أن يتم الإفراج عن جميع الأسيرات الباقيات في أقرب وقت ممكن.

42c873e0-3091-4f17-9b60-c8740d1aaeae.jpg

"سماء بدون شباك"..

قالت الأسيرة المحررة حنان معلواني إن شعور الحرية لا يُوصف بالكلمات، مشيرةً إلى أن أول مشهد شاهدته بعد خروجها من السجن كان السماء دون شباك، والبيوت الطبيعية، وهو ما وصفته بأجمل شعور في حياتها.

وأضافت "معلواني" في مقابلةٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء": "شعرت وكأنني أتنفس هواء الحرية بعد سنوات من الحبس خلف القضبان".

وأوضحت "معلواني" أنها لم تستطع استيعاب حقيقة الإفراج في البداية، خاصةً في ظل كثافة المشهد عند استقبالها، حيث كانت محاطة بالكثير من الناس الذين جاءوا لتهنئتها، ما جعلها تشعر وكأنها في حلم. لكن على الرغم من فرحتها الكبيرة، كانت مشاعرها مختلطة بالحزن لتركها زميلاتها الأسيرات خلفها، وقالت: "كان من المفترض أن يكون جميعنا في نفس اللحظة، ولكن تم إطلاق سراح جزء فقط، وتركنا خلفنا الأخريات اللواتي يعانين في السجون".

أما عن المعاناة التي عاشتها أثناء فترة اعتقالها، فقد وصفت "معلواني" تلك الفترة بالصعبة جدًا، خاصةً وأنها اعتقلت خلال فترة الحرب، وقالت: "كنا نعاني من القمع المستمر، حتى أن أغراضنا تم سحبها بشكل كامل ولم يبقَ لنا إلا الملابس التي نرتديها".

وتحدثت عن صعوبة الطعام وكمياته المحدودة، مشيرةً إلى أن الحياة في السجن كانت أشبه بالموت البطيء.

1bae234a-76b0-4f25-848e-a5068d242945.jpg

وأوضحت "معلواني" أن أصعب لحظات الاعتقال كانت عندما دخل الجنود إلى زنزانتهم لأول مرة، قائلة: "كنت خائفة جدًا لأنني لم أتعامل مع هذا النوع من القمع من قبل، كانوا يضربوننا بلا رحمة، ويعاملوننا كأننا لا شيء".

وتحدثت عن اللحظة الأخيرة قبل الإفراج، حيث تعرضت للإهانة والقمع الشديد، حيث منعوهن من رفع رؤوسهن وكانوا يرددون: "أنتم طالعين على خراب ودمار".

في ختام حديثها، قالت "معلواني": "رغم فرحتي الكبيرة بالخروج من السجن، إلا أنني لا أستطيع أن أصف لكم شعوري عندما تركت زميلاتي خلفي. كان شعورًا سيئًا جدًا". ودعت حنان الله أن يفرج عن زميلاتها الأسيرات في القريب العاجل، وأن يُكتب لهن حريتهن كما كُتبت لها

d0345d2c-f38f-47fa-be1b-f380f6abe350.jpg
 

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين عن 90 من الأسرى والأسيرات في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة "حماس" سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى إلى رام الله، وعاش الفلسطينيون أجواء انتظار طويل بعد أن كانت كتائب القسام، أطلقت سراح الأسيرات منذ ساعات مساء الأحد.