أبرزت قناة Nbc News الأمريكية النجاح الفوري الذي حققته وزارة الداخلية في غزة في تأمين دخول قوافل المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى القطاع بعد سريان وقف إطلاق النار.
وكانت عصابات لصوص شكلت معضلة هائلة أمام إدخال قوافل المساعدات ووصولها إلى مستحقيها على مدار أشهر من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي بدأت في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
وأشارت القناة إلى أن دخول أكثر من 2400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة، مع تحول الاهتمام إلى إعادة بناء القطاع الذي دمر خلال 15 شهراً من القصف الإسرائيلي المكثف.
ونبهت إلى أنه خلال أشهر الحرب تم تقييد تدفق المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر بشدة.
ولفتت إلى أنه مع دخول الهدنة يومها الخامس، أظهرت لقطات مصورة من وكالة رويترز قوافل من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية تتجه إلى رفح في جنوب غزة.
وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في وقت سابق أن نحو 60% من البنية الأساسية في غزة قد دمرت، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. كما تعرضت إمدادات المساعدات والوقود لقيود شديدة أثناء الحرب مما أثار انتقادات دولية لإسرائيل.
ووفقاً لمسؤولي الصحة المحليين، استشهد أكثر من 47 ألف شخص في القصف الإسرائيلي خلال الصراع. وفي الوقت نفسه، نزح حوالي 90% من سكان غزة ــ ما يقرب من 1.9 مليون شخص ــ من منازلهم وأُجبروا على العيش في مخيمات الخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة، وفقاً للأمم المتحدة.
لا مشاكل تتعلق بالقانون والنظام
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتعين على المسؤولين الإسرائيليين السماح بدخول ما لا يقل عن 600 شاحنة محملة بالمساعدات، بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود، إلى غزة يوميا خلال الأسابيع الستة الأولى. وسيتم توجيه نصف هذه الشاحنات إلى شمال غزة، حيث حذر الخبراء من أن المجاعة وشيكة.
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إنه حتى الآن لم تكن هناك أي مشاكل واضحة تتعلق بالقانون والنظام في ضمان تدفق المساعدات إلى المنطقة المحاصرة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المساعدات ستمتد إلى تقديم المساعدات الغذائية والرعاية الصحية، بما في ذلك فتح المخابز، وإعادة تزويد المستشفيات بالمؤن، وإصلاح شبكات المياه والملاجئ، ولم شمل الأسر.
وفي منطقة الظهرة وسط خانيونس، التقطت قناة قناة Nbc News مقطع فيديو لضباط بزيهم الرسمي من عناصر وزارة الداخلية في غزة متمركزين على طول الشوارع للإشراف على الشاحنات وضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى المدينة.
وتم نشر ضابط الشرطة عبد الوهاب عبد الرؤوف سمور (40 عاما) لدوريات الشوارع وتسهيل حركة المرور على طول الجيب.
وقال عبد الرؤوف للقناة "أبلغتنا وزارة الداخلية بارتداء الزي العسكري والبدلات العسكرية والتوجه مباشرة إلى العمل"، مضيفا أن تعليمات صدرت لمن تم نشرهم بضمان وجود تدابير أمنية في مكانها لمنع النهب لقوافل المساعدات.
وأضاف "كما ترون فإننا نسهل حركة المرور للمدن، ونأمل بإذن الله أن نخدم أبناء شعبنا أكثر من ذلك".
ولكن حتى الوعد بوقف إطلاق النار لم يتمكن من حماية بعض الفلسطينيين في غزة الذين يتطلعون إلى إعادة بناء حياتهم مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية في خان يونس يوم الاثنين.
عندما خرج أحمد القدرة (35 عاماً) من منزله لشراء أجنحة دجاج لأطفاله السبعة من السوق، استشهد بصواريخ إسرائيلية أصابت مركبة تقل قوات الأمن، مما أسفر عن استشهاد أربعة من رجال الأمن. كما أدى الهجوم إلى استشهاد ثلاثة من أطفال القدرة وإصابة اثنين آخرين.
وقالت حنان زوجة قدرا لطاقم القناة وهي تبكي: "ذهبنا إلى الفراش معتقدين أن وقف إطلاق النار بدأ في الساعة 8:30. كيف كان بوسعنا أن نعرف أن الأمور قد تغيرت؟ كيف كان بوسعنا أن نعرف أن سعادتنا ستتحول إلى دمار؟".
وقال عادل (12 عاما)، والذي شهد استشهاد والده وإخوته: "في يوم الجمعة، طلبنا منه أن يحضر لنا أجنحة دجاج. وقال إنه سيحضرها. والآن رحل".