تصعيد إسرائيلي متواتر تعيشه الضفة الغربية، يجتمع فيه عدوان الجيش الإسرائيلي المستمر والمتصاعد في شمال الضفة، بخاصة في جنين وطولكرم، مع تزايد البناء الاستيطاني، ومصادرة الأراضي وعمليات الهدم التي لا تتوقف.
وبرأي مراقبين، فالضفة الغربية بالنسبة للاحتلال هي خاصرته الضعيفة، معتبرين أن مشاريع ضمها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، هو الثمن الذي يجبيه سموتريتش لقاء بقائه في حكومة نتنياهو، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
وأكد تقرير حقوقي، نشره مكتب الدفاع عن الأرض قبل أيام، أن الضفة الغربية على أبواب موجة استيطان جديدة بعد ان أحكم سموتريتش قبضته على "الإدارة المدنية"، مع معلومات جديدة تفيد أن سلطات الاحتلال تعتزم التصديق على إقامة 2749 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، خلال شهر ونصف.
ويعتقد محللون أن الوزير سموتريتش، يدرك، كما رئيس حكومته، أن الضفة تعيش على صفيح ساخن، في ظل التصعيد الإسرائيلي، والعملية العسكرية المتواصلة في جنين وطولكرم، عدا عن اعتداءات المستوطنين اليومية.
النار تصل للضفة
ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أنه سرعان ما ستنتقل النار للضفة الغربية، على ضوء استمرار انسداد الأفق السياسي، لتتحول الحالة للخطر وتقفز للتطهير العرقي.
لكن منصور، في حديثه لوكالة سند للأنباء، يعتقد أنه في حال صمد اتفاق غزة، ونجحت السعودية في مساعيها مع ترامب، لفتح أفق سياسي، فالنتيجة الحتمية ستكون سقوط نتنياهو، كون ترامب سيبحث عن بديل له، حتى مع منح نتنياهو شبكة أمان في الحكومة.
وحول الاستيطان ونموه المتصاعد؛ يقول منصور إن محاولات فرض وقائع على الأرض، تتجذر وتتوسع، لتبدو طبيعية ويصعب التراجع عنها.
ويعتبر أن المتطرفين الإسرائيليين يؤمنون بروايات توراتية مزعومة، تعتبر الضفة مقدسة، ومرتبطة بأنبيائهم، خاصة في الخليل والقدس ونابلس وأريحا وسواها.
وحدة فلسطينية
من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي عبد الفتاح حسن أن الاحتلال سوف يدفع بمزيد من القوات لساحة الضفة، لغرض الهجوم والدفاع.
ويرى حسن في حديثه لوكالة سند للأنباء أن الفلسطيني بالضفة سوف يبدع الأساليب والطرق التي تقض مضاجع المحتل، وتفشل أهدافه.
وشدد حسن على أهمية الموقف الفلسطيني الموحد، وترسيخ الوحدة الوطنية، والابتعاد عن ما قد يفرق الكلمة، ويشتت الجمع.
رؤية ترامب
فيما يرى الخبير في الشأن الاسرائيلي جلال رمانة، أن فلسطين هي في قلب التغييرات التي تطرحا إدارة ترامب على مستوى العالم.
ويعرب رمانة عن اعتقاده أن ترامب سيحاول فرض رؤيته على العالم، القائمة على الهيمنة الأمريكية والسيطرة على مختلف المفاصل الحيوية، والقدرة على حل المسائل الإشكالية وإنهاء الحروب.
وعلى عكس منصور، كان رمانة متفائلًا بأن إدارة ترامب ستسعى لاستقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، تمهيدًا لحل القضايا العالقة، عبر تحرك سياسي.
وقال "بناء على ذلك، فإن سقوط ائتلاف نتنياهو مسألة وقت، وأن المرحلة القادمة ستعزز ظهور لابيد وغانتس، والتوجه نحو المسار السياسي.
وخلال 2024، نفذ مستوطنون 2971 انتهاكا بالضفة الغربية أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.
وبموازاة الإبادة بغزة، منذ 7 أكتوبر 2023، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 881 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.