الساعة 00:00 م
الجمعة 02 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.8 جنيه إسترليني
5.1 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.08 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

كُلُّ تأخير يودي بحياة..

سفر المرضى والجرحى.. ضرورة مُلحة ومطالبات بزيادة أعداد المسافرين للعلاج بالخارج

حجم الخط
WhatsApp Image 2025-02-12 at 09.46.46.jpeg
غزة- فاتن الحميدي- وكالة سند للأنباء

"أنا مش قادر أعالجك" ما أقساها من كلمات تقع كالصاعقة على قلب مريض عاجز أصابه الاحتلال الإسرائيلي، فأصبح طريح الفراش لا يقوى على الحركة، وغيره الآلاف ممَّن يتجرعون مرار المرض في انتظار خروجهم لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، إلا أن "الغدر الإسرائيلي" كان سيد الموقف (..).

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بإصابة أكثر من 111 ألف فلسطيني، من بينهم 25 ألف مريض ومصاب بحاجة للعلاج بالخارج، لكن جيش الاحتلال حال دون ذلك بمنع تحويل الحالات إلى العلاج، وتقليص أعداد الخارجين منهم.

وبمماطلة سلطات الاحتلال في سفر الحالات المرضية وجرحى الحرب على غزة، وتقليص أعداد الخارجين لتلقي العلاج؛ فإن هذا ينذر بزيادة أعداد الوفيات والشهداء ممن هُم في حالة الخطر وعلى بند الانتظار.

476409475_1171034574545812_1034119484420585407_n.jpg
 

مخاوف تتزايد..

الجريح "أبو عمر" الخالدي، أحد المُصابين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الذين لا زالت أسماؤهم على قائمة الانتظار أمام مصير صحي مجهول لم تتضح معالمه.

وأُصيب "الخالدي" بقصف إسرائيلي في شهر مايو/ أيار 2024، تسبب له بكسر في العامود الفقري أدى إلى شلل نصفي، وكسر في منطقة "الحوض" نتج عنه مضاعفات أخرى.

يقول "الخالدي" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الإصابة أدت إلى احتياجه المُلِح لتغيير مفصل الحوض ومفصل الركبة، وعظم الفخذ. مبيناً أنه حظي بتحويلتين، لكن تقليص أعداد المسافرين وتقييمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وعدم التزام الاحتلال بنصوص الاتفاق، حال دون سفره للعلاج.

ويُبدي ضيفنا تخوفات كبيرة بسبب رجوع بعض المرضى ومنعهم من السفر، كذلك إرجاع المرافقين لهم، ما يشكل هاجساً كبيراً؛ لتأثير ذلك على نفسية المريض وعلى علاجه.

ويُحذر "الخالدي" من أن تأخر سفره للعلاج يسبب له مضاعفات صحية تضُر به، في ظل تخوفات من امتداد الالتهابات وفشل العلاج في منطقة الحوض والعظام.

"أنا مش قادر أعالجك"..

وبصوت متحشرج يتابع "الخالدي" حديثه لمراسلتنا، "إن أسوأ جملة قيلت لي خلال فترة علاجي: أنا مش قادر أعالجك، وهذا أقسى شيء ممكن أسمعه".

ولا يقتصر العجز على السفر فحسب، بل إن انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر المستشفيات والأدوية والأجهزة اللازمة، يحول دون علاج المرضى داخل مستشفيات القطاع.

ويُبيِّن "ضيف سند" أن علاجه متوفر خارج قطاع غزة، وأن الأدوية المطلوبة كان الاحتلال يمنع إدخالها حتى مع الوفود الطبية القادمة إلى القطاع.

ومن على سرير المرض، يناشد "الخالدي" بضرورة التزام "إسرائيل" بنصوص الاتفاقية وما جاء فيها، وسفر أعداد أكبر من الجرحى والمرضى.

ويشير إلى أن تحويلته الطبية معتمدة من منظمة الصحة العالمية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أي قبل الهدنة بأشهر، مُستدركاً: "وحتى الآن لم يتم الرد بخصوصي، رغم خروج العشرات من الحالات المتأخرة عني".

ويُطالب الجريح أبو عمر الخالدي بتوضيحات من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفلسطينية، حول آلية اختيار الأسماء وترجيحاتها، مناشداً بضرورة إخراج الحالات الحرجة ذات الأولوية القُصوى للعلاج.

17 عاماً على فراش المرض..

وللشابة رماح فهد عياش (17 عاماً) قصة أخرى تجعلها طريحة المرض تتأرجح بين الموت والحياة، وسط مماطلة إسرائيلية قد تُفقدها حياتها.

تقول والدة "رماح" إن ابنتها تعاني من مرض "الاستسقاء الدماغي" منذ الميلاد، حيث بدأت رحلة العلاج منذ نعومة أظفارها في مستشفيات الداخل المحتل.

وكان لحرب الإبادة الجماعية دورٌ كبيرٌ في مفاقمة الحالة الصحية للشابة "رماح" وفقاً لما ذكرته والدتها، وذلك نتيجة النزوح المتكرر والبقاء في الخيام، ما تسبب بتلف الجهاز الذي تم تركيبه لها في الدماغ.

وتوضح السيدة "عياش" لـ "وكالة سند للأنباء" أن ابنتها ليس لديها علاج؛ كَون الجهاز المُركب في الدماغ والرئة مُبرمج على أجهزة طبية خارجية غير متوفرة في القطاع، لكن الاحتلال يُماطل في سفرها لتلقي علاجها المناسب.

إضافةً إلى ذلك، فإن "رماح" تعاني من تلف في إحدى الرئتين وتضخم في الكبد "علماً أن الكبد اصطناعي"، بينما أُصيبت بجلطتين في القدم نتيجة مضاعفات المرض.

وتُشير "عياش" إلى أن ابنتها قد حصلت على تحويلة للعلاج في الخارج منذ 5 أشهر، كما حظيت بموافقة من منظمة الصحة العالمية، لكنها تنتظر موافقة الاحتلال الإسرائيلي، الذي ما زال يماطل بسفرها حتى الآن.

وتتابع: "لم يأتِ أمر السفر حتى اللحظة، رغم أن حالة ابنتي عاجلة، وأصبحت لا تقوَ على رفع جهاز الأوكسجين بسبب تلف الرئة الثانية، وعاجزةً حتى عن شرب الماء".

وبدمعات تدحرجت من عينيها، تناشد "عياش" بخروج ابنتها التي أصبح جسدها متهالكاً؛ لتلقي العلاج في القريب العاجل.

476920162_2324512827924289_6168755134807321894_n.jpg
 

مطالبات تتزايد..

وفي إطار ذلك، يقول المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران، إنه ومنذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إلا أن سلطات الاحتلال لا زالت غير ملتزمة بالبروتوكول الإنساني الذي نص على تحويل الجرحى والمرضى من القطاع.

ويلفت "الدقران" النظر في حديثه لمراسلة "وكالة سند للأنباء"، إلى أن ما يتم تحويله يومياً لا يتجاوز 40 إلى 50 حالة مرضية، من بين 25 ألف حالة، ما يعني أنه إذا استمر تحويل الحالات بهذا العدد اليسير، سيستغرق علاج المرضى والمصابين أكثر من عامين متتالين.

ويشدد على ضرورة التزام "إسرائيل" بإخراج العدد المطلوب والذي يُقدَّر بـ 500 إلى 1000 حالة يومياً؛ لإنقاذ حياتهم من موت محتوم.

ويزيد أن تأخر سفر المرضى كذلك، يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تكون نهايتها البتر أو الموت، مُستشهداً على ذلك بحالة طفلة سافرت إلى الأردن متأخرةً، ما اضطر الأطباء إلى بتر يديها والقدم.

ويؤكد ضيفنا على ضرورة السماح لجميع المرافقين بالخروج مع الجرحى، حيث أن "إسرائيل" عمدت إلى إرجاع الكثير منهم، ما يمنع المريض من السفر والضغط عليه.

ويُطالب المتحدث باسم مستشفى "الأقصى" بوقفة جادة أمام ملف سفر المرضى والمصابين، والضغط من المجتمع الدولي والوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، على "إسرائيل"؛ للسماح لجميع المرضى والمصابين بالخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج.

ويتوجه "الدقران" بنداء استغاثة إلى الطواقم الطبية في العالم والنقابات الصحية، لإرسال الأطباء والمتخصصين إلى قطاع غزة ومساندة الطواقم فيه؛ وذلك بسبب قتل الاحتلال أكثر من 1070 كادرا من الطواقم الطبية واعتقال أكثر من 400 وإصابة أكثر من 4 آلاف منهم.

وينادي بضرورة إرسال المستشفيات الميدانية بكامل الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية، وكل ما يلزم المنظومة الصحية؛ لتقديم الخدمات إلى المواطنين في قطاع غزة.

تلكؤ إسرائيلي..

ويستكمل "الدقران" حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "إسرائيل" تتقاعس في توريد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود إلى المستشفيات، خاصةً بعد أن أخرجت 27 مستشفى عن الخدمة، وتدمير 82 مركزاً صحياً من أصل 90.

ويُبيِّن أن البروتوكول الإنساني ينص على إرسال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، وإدخال المعدات اللازمة والوقود لتشغيل المستشفيات؛ حتى يتسنى للطواقم الطبية القيام بعملها وعلاج الحالات الأخرى داخل غزة.