الساعة 00:00 م
الجمعة 04 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.55 جنيه إسترليني
4.71 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.92 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

‏على حافة الموت.. "بتول" طالبة التوجيهي تفرّقها شظية إسرائيلية عن حلمها

مليون نازح محشورون في مساحة ضيّقة بغزة.. و51 أمر إخلاء منذ استئناف الحرب

صحفي إسرائيلي يُفنّد مزاعم حكومته حول مقتل عائلة "بيباس" بغزة

حجم الخط
عائلة بيباس
غزة - وكالة سند للأنباء

أكد الصحفي الإسرائيلي وعقيد الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أوري ميسغاف، أن جيشه هو المسؤول عن مقتل أفراد عائلة "بيباس"، خلال قصف إسرائيلي نفذه على قطاع غزة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وسلّمت كتائب القسام برفقة فصائل المقاومة الفلسطينية، يوم الخميس الماضي، الدفعة الأولى من الجثامين المحتجزة لديها، وذلك في إطار المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.

وبعد خضوع الجثامين لفحص الحمض النووي أعلن الاحتلال أن جثمان السيدة لا يعود إلى بيباس نتيجة وجود خطأ، وتداركا للأمر أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الجمعة الماضي إتمامها عملية تسليم جثمان الأسيرة شيري بيباس إلى الجانب الإسرائيلي بعد الخلل الذي حدث في استبدال جثمانها.

وأشار الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أنّ عائلة بيباس الثلاثة (الأم وطفلاها) كانوا على قيد الحياة، لكن الاحتلال قصف أماكن احتجازهم بشكل متعمد.

وفي هذا الإطار، تساءل الصحفي "ميسغاف" في منشور كتبه على حسابه في فيسبوك: "هل تعلمون أن شيري وأريئيل وكفير بيباس قُتلوا في شهر تشرين ثان/ نوفمبر نتيجة قصف نفذه الجيش الإسرائيلي؟".

منشور الصحفي ميسغاف.jpg

وأثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام الإسرائيلي، كونها تأتي خلافًا لما صرّح به المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذي حمَّل حركة "حماس" المسؤولية عن مقتلهم.

وتعرض "ميسغاف" لهجوم من بعض المنصات الإعلامية التي اتهمته بمحاباة رواية "حماس"، معتبرةً أن تصريحاته قد تستغلها الحركة للتشكيك في بيانات الجيش الإسرائيلي الرسمية.

ونشر موقع "سروغيم" الإخباري الإسرائيلي مقالًا انتقد فيه بشدة أقوال "ميسغاف"، مشيرًا إلى أنه يستند في أقواله فقط إلى تقييمه لسلوك الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، دون تقديم دليل واضح يدحض الرواية الرسمية.

وتساءل المقال عن سبب عدم ظهور أي معلومات رسمية من معهد التشريح المرضي حول طبيعة الإصابات التي تعرضت لها الجثث، لافتاً إلى أن التحقيق في القضية كان بالكامل تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

وزعم جيش الاحتلال أنّه اعتمد في استنتاجاته في التحقيقات على "تقييمات مهنية" و"مواد استخبارية"، لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

وفي ردّه على هذه الانتقادات، أكد "ميسغاف" على ضرورة البحث عن الحقيقة والإصرار على التحقق من التفاصيل كافة، خاصة عندما يكون هناك احتمال لوقوع أخطاء من القوات الإسرائيلية، أو عند وجود فشل عسكري يجب الاعتراف به.

واستعرض "ميسغاف" مجموعة من الحوادث السابقة التي اعتبرها دلائل على تقصير الجيش الإسرائيلي وتستّره على بعض الوقائع.

وقال "هذا هو الجيش نفسه الذي حاول إخفاء تفاصيل مقتل غور كاهتي في لبنان أثناء رحلة أثرية قام بها أحد القادة برفقة مدنيين".

وتابع "ميسغاف قوله: "وهو نفس الجيش الذي أنكر في البداية مقتل رون شيرمان، الذي كان مختطفًا في أنفاق غزة، قبل أن تكشف والدته أنه قُتل نتيجة قصف إسرائيلي".

وفي حديثه، أشار إلى أن "الجيش هو من حاول التستر على مقتل 12 مختطفًا في كيبوتس بئيري، مدعيًا أنهم قُتلوا على يد المقاومين الفلسطينيين.

"بينما أظهرت الأدلة أنهم سقطوا جراء قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية بناءً على أوامر باراك حيرام، الذي لم يُحاسب، بل جرى تكريمه وترقيته ليصبح قائد فرقة غزة"، وفقاً لما ذكره "ميسغاف".

ولاقت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من شخصيات إعلامية وأكاديمية بارزة، فقد حذر البروفيسور عوزي رابي من مركز ديان للدراسات في جامعة تل أبيب، من التأثير السلبي لمثل هذه التصريحات على صورة "إسرائيل" عالميًا.

وبيَّن أن هناك جهات دولية تستشهد بأقوال الإسرائيليين أنفسهم للطعن في الرواية الرسمية، ما يضعف موقف إسرائيل في النقاشات الدولية، على حدّ قوله.

بدورها هاجمت الخبيرة القانونية كنيرت براشي "ميسغاف" بشدة عبر "قناة كان"، واصفةً إياه بـ "أسوأ من حماس".

وبررت "براشي" ذلك بقولها "عندما يتحدث أشخاص مثل ميسغاف بهذه الطريقة، فإنهم يُلحقون ضررًا أكبر من أعدائنا، لأنهم منّا، بينما حماس هي العدو الخارجي، هؤلاء الأشخاص يتحدثون كصحفيين يهود، فكيف للعالم أن ينظر إلينا بعد ذلك؟"، وفق وصفها

وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة "هآرتس" أن التحقيقات لم تكشف عن أي آثار لطلقات نارية على جثث أفراد عائلة "بيباس"، الذين قُتلوا أثناء أسرهم في غزة.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم صياغات عامة في تصريحاته حول أسباب مقتل العائلة، مكتفيًا بالإشارة إلى أن "جهات الاختصاص والمعلومات الاستخبارية" أكدت مسؤولية "حماس" عن الحادثة.

وفي سياق متصل، نشرت القناة 12 في وقت سابق عن الإسرائيلي إليا كوهين الذي أفرجت عنه "حماس" خلال الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى، أنه نجا بأعجوبة بعد انهيار نفق كان محتجزًا فيه، إثر غارة إسرائيلية.

وكانت حركة حماس قد أصدرت بيانًا يوم السبت، ردّت فيه على مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن أطفال عائلة "بيباس" قتلوا على يد آسريهم.

وقالت "حماس" إنّ "الاحتلال الإسرائيلي يروج الأكاذيب بزعمه مقتل أطفال عائلة بيباس على يد الآسرين؛ لتبرير جرائمه بحق الأطفال والمدنيين".

وأضافت الحركة أنّ "هذه الادعاءات ليست سوى أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة، وليس كما يزعم الإعلام الإسرائيلي بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتبرير جرائم الاحتلال".

وأكدت "حماس" في بيانها أن المقاومة حافظت على حياة الأسرى بكل أمانة ومسؤولية، والتزمت بأخلاقها الإسلامية وقيمها الإنسانية.

ولفتت إلى أن الامر وصل بها فلم تمس كلبًا كان بصحبة إحدى الأسيرات، وحافظت على سلامته، ما يعكس التزامها العميق بمبادئها الأخلاقية والدينية.

كما اتهمت عائلة بيباس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن أفرادها، والفشل في إعادتهم سالمين إلى ذويهم.

وفي فيديو مصور لها اتهمت عوفري بيباس (شقيقة زوج شيري) الحكومة الإسرائيلية -خاصة رئيس الوزراء-بالفشل في حمايتهم، وقالت في بيان باسم العائلة "كان من مسؤولية إسرائيل وواجبها إعادتهم أحياء".

وأضافت "لن نسامح على التخلي عنهم في 7 أكتوبر، ولن نسامح على التخلي عنهم في الأسر، يا رئيس الوزراء: لم نتلق منك اعتذارا في هذه اللحظة المؤلمة".