الساعة 00:00 م
السبت 07 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.93 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ذاكرة العيد تحلّ ضيفة في الخيام والمائدة مجرّد حنين

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

لا بديل آمن..

إشعال مخلفات البلاستيك والقماش وسيلة التدفئة الوحيدة بغزة

حجم الخط
إشعال مخلفات البلاستيك والقماش وسيلة التدفئة الوحيدة بغزة
غزة - وكالة سند للأنباء

لم يجد الفلسطينيون قطاع غزة وسط البرد القارس الذي يضرب مفاصل سوى إشعال النيران للحصول على بعض الدفء في ظل عدم قدرتهم على شراء بدائل آمنة، وسط استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ بداية الإبادة الجماعية الإسرائيلية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعلى أنقاض منازلهم المدمرة، وداخل خيام مصنوعة من القماش غير المخصص للوقاية من تسرب مياه الأمطار ولا تصمد أمام الرياح، يتحلق الفلسطينيون مع أطفالهم حول ألسنة اللهب في محاولة خطيرة للهروب من موجات الصقيع القاتلة.

هذه النيران يتم إشعالها باستخدام الأخشاب أو المخلفات الورقية والبلاستيكية والأقمشة التي ينجم عنها تصاعد غازات ودخان تسبب مضاعفات صحية لمن يتعرض لها.

كما يعد إشعال النيران وسيلة التدفئة الوحيدة المنتشرة بشكل كبير في أوساط الفلسطينيين بالقطاع كونها في متناول الجميع ولا تحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة وتوفر بعضا من الدفء المفقود لهم.

وتحيط بهذه الوسيلة مخاطر متعددة سواء إصابات بحروق في صفوف الفلسطينيين خاصة الأطفال الذي يتحلقون حولها، أو بما تسببه من حرائق في الأماكن التي يتم إشعالها بها.

على مدى أكثر من 15 شهرا من الإبادة، دمر الاحتلال الإسرائيلي مئات الآلاف من الوحدات السكنية تاركة وراءها قرابة 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى، وفق ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وبحسب تصريح سابق لرئيس لجنة الإيواء ومنسق بلديات شمال قطاع غزة، ناجي سرحان، فإن الاحتلال دمر خلال الإبادة نحو 200 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، وحوالي 100 ألف بشكل جزئي بليغ غير صالح للسكن، من أصل 450 ألف وحدة كانت قائمة في القطاع قبل اندلاع الحرب.

ومع انعدام مقومات الحياة الأساسية بالتزامن مع منع الاحتلال الإسرائيلي دخول البيوت المتنقلة والخيام باستثناء أعداد قليلة منها، تتفاقم معاناة النازحين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مع البرد القارس بالعراء.

ويتنصل الاحتلال من السماح بإدخال مساعدات إنسانية "ضرورية" للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل "كرفان" لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بحسب المكتب الحكومي.

إن التدفئة باستخدام "النيران" لا تخلو من كوارث حيث قد تتسبب باحتراق الأماكن التي يتم إشعالها بها ما يسفر عن سقوط ضحايا، أو التسبب بحالات اختناق في صفوف الفلسطينيين.

بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، رائد الدهشان، إن طواقم الجهاز تعاملت مع 3 حرائق خلال الـ 72 ساعة الماضية جراء إشعال النيران داخل مراكز للإيواء.

وأوضح أن إشعال النيران داخل تلك المراكز جاء بغرض التدفئة والطهي ما تسبب باندلاع حرائق تم التعامل معها، وأشار إلى أن تلك الحرائق لم تتسبب في إصابات بشرية، محذرا من حدوث ذلك في حال امتدت النيران لمساحات أكبر أو لم يتم السيطرة عليها.

وحذر متحدث الدفاع المدني المواطنين من خطورة إشعال النيران في أماكن مغلقة ما قد يتسبب بإصابات باختناق، خاصة وأنهم يلجؤون لإشعال مخلفات بلاستيكية.

وأشار إلى أن توجه المواطنين لإشعال المخلفات البلاستيكية يأتي في ظل ندرة توفر "الحطب" في القطاع وارتفاع سعر ما يتوفر منه بحيث يعجز المواطنون عن شرائه.

وناشد "الدهشان"، الفلسطينيين بتوخي الحذر عند إشعال النيران للتدفئة وعدم فعل ذلك داخل المناطق المغلقة خاصة الخيام التي تكون سريعة الاشتعال كونها مصنوعة من أقمشة وقطع نايلون.

ولفت إلى أن المواطن لا يملك بديلا للتدفئة سوى إشعال النيران، قائلا إن الدفاع المدني سبق وأصدر تعليمات لتقليل نسبة الخسائر في حال حدوث حرائق.

وشدد على أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة صعبة جدا مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات دنيا بالتزامن مع المنخفض الجوي الحالي المصحوب بكتلة هوائية قطبية والذي ضرب الأراضي الفلسطينية قبل أيام.

وفجر الثلاثاء، انتشر الصقيع والتجمد بشكل واسع في العديد من البلدات الفلسطينية جراء منخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية قطبية يضرب البلاد منذ أيام، وفق الراصد الجوي ليث العلامي.

وأكثر من مرة طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الوسطاء بالضغط على إسرائيل للسماح بإدخال بيوت متنقلة إلى معدات ثقيلة لرفع الركام وانتشال جثامين القتلى الفلسطينيين، الأمر الذي ما زالت إسرائيل تعرقله منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.