قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 6 أطفال من قطاع غزة، قضوا بسبب موجة البرد القارس الأخيرة؛ والتي لا زالت تجتاح القطاع.
وأفاد المدير العام في وزارة الصحة، منير البرش، في بيان صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم الثلاثاء، بأن أن إجمالي عدد الأطفال الذين قضوا بسبب موجات البرد منذ بداية فصل الشتاء بلغ 15 طفلاً.
ونبه البرش: "مستشفيات قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص مستشفيات الأطفال، باتت غير قادرة على التعامل مع الحالات التي تصل إليها من مضاعفات بسبب البرد إما بسبب تدمير الاحتلال لها أو تدمير المرافق والتجهيزات بداخلها".
وأشار إلى أن الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكولات الإنسانية، ومنها إدخال التجهيزات الطبية، وكذلك وسائل التدفئة والخيام والبيوت المتنقلة.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلنت مصادر طبية، وفاة طفلة رضيعة في خانيونس جنوب قطاع غزة؛ جراء البرد الشديد، فيما ارتفع عدد وفيات البرد في مدينة غزة إلى 5.
وقالت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، إنّ الرضيعة شام يوسف الشنباري (60 يومًا) وصلت المستشفى جثة مجمّدة نتيجة البرد القارس.
فيما ذكرت مصادر محلية، أنّ الرضيعة شام توفيت، داخل خيمة نزوح عائلتها في منطقة المواصي بمدينة خانيونس.
وفي مدينة غزة أفادت مصادر طبية في مستشفى أصدقاء المريض الخيرية، بوفاة 5 أطفال نتيجة موجة البرد القارس، وانعدام وسائل التدفئة لهم، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم للتدفئة، وعدم سماحه بإدخال الكرفانات والخيم للقطاع، رغم أنّها ضمن البنود المتفق عليها باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي اسماعيل الثوابتة، في بيان له تلقته "وكالة سند للأنباء"، إن "أبناء الشعب الفلسطيني يعانون من حياة قاسية في الخيام والبيوت المقصوفة، والتي لا تقي من البرد القارس والصقيع".
ودعا الثوابتة، "الوسطاء والضَّامنين وجميع الجهات المعنية، إلى التحرك العاجل لتوفير البيوت المتنقلة (الكرفانات) كمأوى مؤقت لأكثر من 280 ألف عائلة فلسطينية، فقدت منازلها بسبب تدميرها بشكل كامل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب بتوفير الوقود "لتأمين الدفء وحماية الأطفال الأبرياء بالتزامن مع هذه الأجواء الباردة القاسية".
وشدد الثوابتة أن الاحتلال ما زال يتنصل من تعهداته والتزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، منذ أكثر من 35 يومًا، وأن على الوسطاء الضغط عليه وإرغامه على تنفيذ التزاماته.
وأمس الاثنين، أعلن المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض الخيرية سعيد صلاح، وفاة 3 أطفال حديثي الولادة في مدينة غزة خلال ساعات، محذرًا في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" من تصاعد أعداد الوفيات بصفوف الأطفال؛ مع استمرار أجواء البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة بشكلٍ غير مسبوق.
وأوضح أنّ هؤلاء يعيشون في خيام نزوح مصنوعة من القماش والنايلون، لا تتوفر فيها عوامل تدفئة.
ويشهد قطاع غزة منذ أيام، موجة قطبية شديدة البرودة، تترافق مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، ورياح عاصفة، أدت لاقتلاع مئات الخيام، وغرق عشرات المخيمات، جراء كميات الأمطار التي لم تستطع الخيام تحملها.
من جانبه، دق رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي أحمد الفرا، ناقوس الخطر مع تسجيل عدد جديد من الوفيات في صفوف حديثي الولادة بمدينة غزة.
ولفت في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ بنية الأطفال خاصة الرُضع، لا تصمد أمام الانخفاض غير المسبوق في درجات الحرارة، خاصة مع انعدام عوامل التدفئة، من أغطية وملابس ومواقد التدفئة؛ وبالتالي فإن عدد الوفيات قد يزداد وهذا أمر مؤلم ومأساوي للغاية.
في يناير/ كانون ثاني المنصرم، صرّحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان بوفاة نحو 7 من الأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، في حين يفتقر 7700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة.
وبعد أن دمر الاحتلال منازلهم وأجبرهم على النزوح، يعي مئات آلاف النازحين الفلسطينيين داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، في ظروف إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلا عن نقص حاد في الملابس والأغطية ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.