الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

رفض فلسطيني واسع

خاص مجدّدًا.. الاحتلال يحاول فرض سيطرته في الحرم الإبراهيمي

حجم الخط
الحرم الابراهيمي.jpg
الخليل- وكالة سند للأنباء

جدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولاتها للمساس بالحرم الابراهيمي، وفرض السيطرة عليه، وإلغاء صلاحيات أية جهات فلسطينية في هذا السياق.

وتذرع الاحتلال هذه المرة برفض بلدية وأوقاف الخليل السماح بسقف صحن الحرم المفتوح، وهي محاولات تعود لنحو ـثلاثة عقود سبقت لم تنجح دولة الاحتلال بتنفيذها.

وفي 12 يوليو/ تموز 2024، أعلن محافظ الخليل خالد دوين إزالة سلطات الاحتلال سقفا شيدته على صحن المسجد الإبراهيمي.

وقال دوين، في بيان: "تمت إزالة التعديات التي حاولت سلطات الاحتلال من خلالها تغيير معالم الحرم الإبراهيمي الشريف بسقف صحن الحرم بالحديد والأسمنت".

وقبل ذلك، قال مدير أوقاف الخليل غسان الرجبي، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بسقف صحن المسجد بألواح من الصفيح"، واصفا الأمر بـ"الاعتداء الخطير".

وتهدد سلطات الاحتلال؛ تبعا لما نشرته الصحف الإسرائيلية، برفع وصاية الأوقاف الإسلامية بالخليل؛ في حال رفضت هذا المقترح مجددا.

وأكد مدير عام أوقاف الخليل، غسان الرجبي، أن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لسقف صحن الحرم الإبراهيمي يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التهويدية التي تهدف إلى فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الحرم، وتقليص الوجود الإسلامي فيه.

 وأوضح الرجبي لـ وكالة سند للأنباء أن الاحتلال يسعى منذ سنوات إلى إغلاق السقف المكشوف لصحن الحرم، متذرعًا بحجج واهية مثل تحسين الظروف المناخية، في حين أن الهدف الحقيقي هو تغيير الطابع المعماري والتاريخي للحرم وتحويل أجزاء منه إلى أماكن مخصصة للمستوطنين.

وأشار إلى أن هذا المخطط يأتي في سياق فرض واقع جديد داخل الحرم، وتقليص المساحات المفتوحة للمصلين المسلمين، وتعزيز سياسة التقسيم الزماني والمكاني، كما حدث في المسجد الأقصى.

كما يهدف الاحتلال، من خلال هذه الإجراءات، إلى طمس الهوية الإسلامية للحرم وتقليل نفوذ الأوقاف الإسلامية في إدارته؛ تبعا للرجبي.

وشدد الرجبي على أن وزارة الأوقاف الفلسطينية وإدارة الحرم الإبراهيمي ترفضان هذا القرار رفضًا قاطعًا، باعتباره اعتداءً على حرية العبادة وانتهاكًا صارخًا للتراث الإسلامي.

كما أشار إلى أن هذا المشروع جزء من مخطط أوسع يستهدف تهويد الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل بشكل عام.

وفيما يتعلق بالوضع الحالي، أوضح الرجبي أن الاحتلال لم ينجح حتى الآن في تنفيذ هذا المخطط بالكامل، بسبب تمسك الشعب الفلسطيني بمواقفه، لكنه لا يزال يحاول فرضه مستغلًا الظروف الأمنية والسياسية الراهنة.

وأكد مدير أوقاف الخليل أن الحرم الإبراهيمي سيبقى إسلاميًا خالصًا، وأن كل محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد ستواجه بصمود الفلسطينيين ودفاعهم عن مقدساتهم.

ويقع الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، تحت السيطرة الإسرائيلية في البلدة القديمة من مدينة الخليل.

ومن 1994، يُقسّم الحرم الإبراهيمي، إلى قسمين؛ قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 فلسطينيا أثناء تأديتهم صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

وتسعى "إسرائيل" إلى الاستيلاء على الحرم بشكل كامل، وهو ما ينتهك القوانين الدولية.

من ناحيته، اعتبر رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، أن قرار الاحتلال إلغاء صلاحية لجنة التنظيم والبناء في البلدية، وتحويلها إلى الإدارة المدنية، هو اعتداء سافر، ومحاولات لفرض الأمر الواقع في الحرم الإبراهيمي واستمرار تهويده.

وبين أبو سنينة في حديث خاص بـ وكالة سند للأنباء أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للاستفراد بالحرم وإلغاء أي سيطرة فلسطينية عليه، سواء من جهة الأوقاف أو البلدية.

وقال "الاحتلال لا يكتفي بالسيطرة على الحرم الإبراهيمي، بل يريد صبغ ذلك بصبغة قانونية وهذا أمر مرفوض".

وشدد أبو سنينة على رفض خطوات الاحتلال، باعتبار أن الحرم ملك خاص للمسلمين، ولا يمكن القبول بإجراء أي تغييرات عليه.

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لسقف صحن الحرم، وهو المنطقة المفتوحة فيه، لأغراض تتعلق به، ونحن نعتبر ذلك تغييرا في معالمه، وتهديدا للحرم المسجل في قائمة التراث العالمي المهدد في اليونسكو.

وسَجّلت فلسطين، في عام 2017، كلًّا من البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي، على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعلى قائمة التراث العالمي "المهدد بالخطر".

 من جهته؛ أكد مدير الحرم الإبراهيمي معتز أبو سنينة، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة التهديد المستمرة بحق الحرم الإبراهيمي، لكنه لم ينجح حتى الآن في فرض تغييراته، مشيرًا إلى أن هذه التهديدات ليست جديدة، بل تمتد لأكثر من ثلاثة عقود دون أن يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه.

وأوضح أبو سنينة لـ وكالة سند للأنباء أن الاحتلال يحاول منذ سنوات فرض سيطرته الكاملة على الحرم، وكان آخر محاولاته تغطية السقف المكشوف لصحن الحرم، لكنها باءت بالفشل.

وأشار إلى أن الاحتلال يلوّح حاليًا بسحب صلاحيات وزارة الأوقاف إن لم يتم الرضوخ لإملاءاته، مؤكدًا أن ذلك لن يتم مهما كان الثمن.

وفيما يتعلق بواقع البلدة القديمة، أشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال مستمر في إغلاق معظم البوابات المؤدية إلى الحرم، باستثناء بوابة واحدة عبر مدخل البلدة القديمة والسوق.

وأكد أن الاستعدادات لشهر رمضان المبارك جارية على قدم وساق، وأن طواقم الأوقاف مستمرة في أداء مهامها ورسالتها في حماية الحرم وخدمة المصلين، رغم كل التحديات والإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع جديد داخل الحرم.

وختم أبو سنينة حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال لن ينجح في تغيير هوية الحرم الإبراهيمي الإسلامية، وأن صمود أبناء الخليل وإدارة الأوقاف سيظل الحاجز الأول في وجه هذه المخططات.