الساعة 00:00 م
الأربعاء 21 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

تمثل جريمة حرب وتتم بتواطؤ من إدارة ترامب

ترجمة خاصة.. نيويورك تايمز: نتنياهو يجدد استراتيجية التجويع في غزة علنا  

حجم الخط
طوابير.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه في الوقت الذي يجدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استراتيجيته التي تمثل جريمة حرب والمتمثلة في التجويع والحرمان، يواجه المدنيون الفلسطينيون في غزة مرة أخرى طوابير طويلة للحصول على الخبز ومياه الشرب المالحة (غير الصحية).

وأبرزت الصحيفة في تقرير لها بعنوان (منع المساعدات الإسرائيلية يُعيد غزة إلى الوراء)، أن نتنياهو يمارس استراتيجية التجويع هذه المرة بشكل علني في قطاع غزة، وبدعم وتواطؤ من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولفتت إلى أن عدد الشحنات إلى غزة ارتفع بشكل كبير بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، وإن لم يكن كافيًا. ثم أغلقت السلطات الإسرائيلية المعابر مجددًا للضغط على فصائل المقاومة في محادثات الهدنة.

وتناولت الصحيفة التدهور المستمر للوضع الإنساني في غزة، حيث في إحدى بعد الظهيرة الأخيرة، خارج مخبز زادنا في وسط غزة، كانت الطوابير الطويلة من الناس ينتظرون الخبز، مهددة بالتحول إلى فوضى في أي لحظة.

فقد اقترب موعد إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، وفي أنحاء غزة، كان الخبز والماء وغاز الطهي وغيرها من الضروريات شحيحًا مرة أخرى.

وكانت الهدنة سمحت بتدفق المساعدات إلى غزة لأول مرة بعد 15 شهراً من حرب الإبادة الإسرائيلية والتي لم يتلق فيها المدنيين الفلسطينيين سوى القليل من الإمدادات.

لكن لم تصل أي مساعدات منذ الثاني من مارس/آذار. وكان ذلك هو اليوم الذي منعت فيه سلطات الاحتلال دخول كل البضائع في محاولة إسرائيلية للضغط لمنع الانتقال إلى المرحلة التالية، والتي تنطوي على مفاوضات أكثر تحدياً لإنهاء الحرب بشكل دائم.

محنة إنسانية شديدة

ذكرت نيويورك تايمز أن قطع المساعدات وتفاقم الشراء بدافع الهلع والتجار عديمي الضمير الذين يرفعون الأسعار ببذخ، أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات لا يستطيع تحملها إلا القليل. ويُجبر نقص الخضراوات والفواكه الطازجة وارتفاع الأسعار الناس على اللجوء مجددًا إلى الأغذية المعلبة كالفاصوليا.

ورغم أن الأطعمة المعلبة توفر السعرات الحرارية، إلا أن الخبراء يقولون إن الناس - والأطفال على وجه الخصوص - يحتاجون إلى نظام غذائي متنوع يتضمن أطعمة طازجة لتجنب سوء التغذية .

وخلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار، قام عمال الإغاثة والتجار بتوصيل الطعام لسكان غزة، حيث لا يزال الكثيرون يعانون من الضعف جراء أشهر من سوء التغذية.

كما بدأت الإمدادات الطبية للمستشفيات المدمرة، والأنابيب البلاستيكية لإعادة تأهيل إمدادات المياه، والوقود اللازم لتشغيل مختلف المرافق بالتدفق إلى القطاع.

وأظهرت بيانات منظمات الإغاثة والأمم المتحدة أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات كانوا يحصلون على تغذية أفضل، وبدأت المزيد من المراكز في تقديم العلاج لسوء التغذية، وفقًا لما ذكرته الأمم المتحدة.

كانت هذه مجرد خطوات صغيرة في سبيل تخفيف آثار الدمار الذي خلفته الحرب، والتي أدت إلى تدمير معظم المباني في غزة ووضعت العديد من سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة في خطر المجاعة.

وقد أفاد مسؤولو الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن ستة أطفال حديثي الولادة لقوا حتفهم بسبب انخفاض حرارة الجسم في شهر فبراير بسبب نقص الملابس الدافئة والبطانيات والمأوى والرعاية الطبية، وهو رقم أوردته الأمم المتحدة.

وطالبت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة والعديد من الحكومات الغربية السلطات الإسرائيلية بالسماح باستئناف شحنات المساعدات، منتقدين استخدامها للمساعدات الإنسانية كورقة تفاوض، وأشار البعض إلى أن هذا الحصار يعد انتهاكًا للقانون الدولي.

تصعيد إسرائيلي مستمر

لكن بدلاً من ذلك، تصعّد "إسرائيل" الضغط. إذ في يوم الأحد الماضي، قطعت إمدادات الكهرباء عن القطاع، وهي خطوة أدت إلى إغلاق معظم عمليات محطة تحلية المياه وحرمان نحو 600,000 شخص في وسط غزة من مياه الشرب النظيفة، وفقًا للأمم المتحدة.

وكانت "إسرائيل" قد أغلقت بالفعل جميع مصادر الكهرباء الأخرى التي كانت توفرها لغزة فور بدء الحرب على غزة. وترك ذلك الخدمات الأساسية تعتمد على الألواح الشمسية أو المولدات، في حال توفر الطاقة على الإطلاق.

أما الآن، فلا يوجد وقود متاح لتشغيل أي شيء، بما في ذلك المولدات أو سيارات الإسعاف أو المركبات.

ويحذر المسؤولون عن الإغاثة من أن الإمدادات التي جمعتها المنظمات الإنسانية خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار بدأت بالفعل في النفاد.

وقد أجبر ذلك بالفعل ستة مخابز في غزة على الإغلاق، كما اضطرت منظمات الإغاثة والمطابخ المجتمعية إلى تقليص حصص الطعام التي توزعها.

كما أدى القرار بحظر المساعدات إلى قطع وصول غزة إلى البضائع التجارية التي يستوردها التجار.

وقد فقد العديد من سكان غزة وظائفهم وأنفقوا مدخراتهم لمجرد البقاء على قيد الحياة خلال الحرب. وعندما ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، أصبحوا يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية.

وبعيداً عن التحدي المباشر المتمثل في توفير الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والخيام لسكان غزة ــ الذين لا يزال الآلاف منهم نازحين ــ قال مسؤولو الإغاثة إن عدم قدرتهم على جلب الإمدادات أدى إلى إعاقة جهود التعافي على المدى الأطول.

وكان البعض منهم يوزع بذور الخضروات والأعلاف الحيوانية على المزارعين حتى تتمكن غزة من البدء في زراعة المزيد من طعامها، في حين كان آخرون يعملون على إعادة بناء البنية التحتية للمياه وإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة.

وقال مسؤولو الإغاثة إن كل هذا لم يكن سهلاً، لأن "إسرائيل" فرضت قيوداً أو حظراً على بعض المواد، بما في ذلك الآلات الثقيلة اللازمة لإصلاح البنية التحتية، والمولدات الكهربائية، وغيرها.