عاش أهالي مخيم العين بمدينة نابلس، عدوانًا إسرائيليًا واسعًا ومفاجئًا أمس الأربعاء، استمر نحو 14 ساعة متواصلة، شنت خلالها قوات الاحتلال عمليات اقتحام واسعة في منازل المخيم، وأجبرت عشرات العائلات على إخلاء منازلهم والنزوح منها.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العين، فجر أمس الأربعاء، وأغلقت مداخله، وشنت حملة تفتيش موسعة للمنازل، وانتشر جنود الاحتلال بشكل مكثف في حارات المخيم.
وقال محافظ نابلس غسان دغلس، في تصريح سابق لـ "وكالة سند للأنباء"، إن جيش الاحتلال أجبر 35 عائلة على إخلاء منازلها في المخيم، وقام بتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وعقب انسحاب قوات الاحتلال من المخيم بعد 14 ساعة متواصلة، التقى مراسل "وكالة سند للأنباء" بعدد من المواطنين، ونقل بعض الشهادات لما جرى معهم خلال الاقتحام.
المواطن صالح القاطوني، أشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله بعد تكسير الباب الرئيسي، وقال: "دمروا كل شيء بالبيت لم يسلم منهم شيء، مزقوا الأثاث بالسكاكين، واعتقلوا ابني وأفرجوا عنه بعد ساعات".
وأضاف القاطوني لـ "وكالة سند للأنباء": "غالبية منازل المخيم تم اقتحامها والتنكيل بساكنيها، فيما أجبرت عشرات العائلات على النزوح من منازلهم".
بينما قال المواطن إبراهيم سلام، إنه اضطر لإخلاء منزله خوفًا على أبنائه من اعتداء قوات الاحتلال عليهم، وتابع: "كان الجيش يمارس العنف والضرب بحق كل من يقتحم منزله دون مراعاة لرجل أو امرأة أو طفل أو شيخ، وحتى المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة، لم يسلم منهم أحد".
لم يختلف الأمر كثيرًا في منزل المواطنة مرفت خالد، التي روت لنا: "كنا جالسين بالبيت، وصلوا لمنزلنا وبدؤوا بالطرق على الباب وخلعوه، واقتحموا المنزل وخربوا البيت".
وأشارت إلى أن ابنها كان مطلوبًا للاحتلال وتم اعتقاله من شارع السكة المحاذي للمخيم، موضحة أنها لا تعلم أي شيء عن نجلها وما الذي جرى معه.
أما السيدة سحر أبو صالحة، فقالت: "لم ينتظر الجنود حتى نفتح الباب، كسروه واقتحموا المنزل وأمروني برفع يدي، وبدؤوا بتحطيم الأبواب بالمنزل والأثاث وأجروا تفتيش بكل شيء".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت المخيم، عقب تنفيذ قوة إسرائيلية خاصة عملية اغتيال بحق الشاب عدي القاطوني، واعتقال الشاب فاروق خالد، عقب استهداف مركبتهما بإطلاق نار قرب مخيم العين.
وأوضح مراسلنا، أن جيش الاحتلال نفذ عملية واسعة في مخيم العين على المدخل الغربي لمدينة نابلس، شملت إخلاء منازل وتحصن في بنايات مطلة على المخيم، بعد ساعات من اغتيال أحد الشبان واختطاف جثمانه".
ويُعد مخيم العين؛ أول مخيم للاجئين الفلسطينيين، وأقيم عام 1948، وأطلق عليه اسم "مخيم رقم 1"، ويقطنه نحو 10 آلاف مواطن.