الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

شهداء نابلس.. عوائلهم يتحدثون لـ "سند" عن لحظاتهم الأخيرة

حجم الخط
شهداء نابلس.. عوائلهم يتحدثون لـ
نابلس - وكالة سند للأنباء

لا تزال آثار عملية الاغتيال تلوح في ناظري عوائلهم، موضع الرصاصات وثقب الجدران، كلها تطرح سؤالاً في خلجات ذويهم.

"كنا متوقعين هذه اللحظة، وقلوبنا حاسة إنها قريبة"، بهذه الكلمات يعبر ذوو شهداء نابلس الثلاثة أدهم مبروكة، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، في حديثهم لـِ "سند" عن لحظات أيامهم الأخيرة.

رائد، والد الشهيد محمد الدخيل، يروي لـ " وكالة سند للأنباء" آخر المشاهد من أيام مطاردة نجله التي استغرقت عاماً كاملاً تقريباً.

وتيرة مطاردة محمد بحسب والده زادت بعد استشهاد المطارد جميل العموري في شهر يونيو/ حزيران الماضي، برفقة اثنين من عناصر الأجهزة الأمنية، وكان الشهيد محمد صديقاً ومقرباً منه.

آخر لقاء

تفاصيل آخر لقاء جمع الشهيد محمد بوالد وقد كان قبل يومين من اغتياله، لا تزال عالقة في ذهن الأب، ولا يمكن أن ينساها، فيقول: "تعيشنا مع بعض، وشعرت أنه جاء ليودعنا".

وعن هذه اللحظات يحكي والد الشهيد: "لم يكن محمد يعبر عن مشاعره تجاهي بشكل مباشر، كان ينقلها لي عبر والدته، وآخر كلماته لأمه كان قوله لها "أمانة خلي أبويا يرضى عني، أنا يمكن استشهد في أي وقت".

ويضيف "قلت لأمه والله عارف مشاعره وأنا راضي عليه"، مشيراً إلى أن نجله محمد كان "يرسل لي مصروفه الشخصي ليساعدني فيه بالبيت، وليشعرني أنه قريب مني".

ليلة العشاء، ولنقل عنه العشاء الأخير، انتهت بتوصية الوالد رائد وهو أسيرٌ محررٌ، لنجله أن يبقى متيقظاً حذراً، بكلمات نطقتها مشاعر الأبوة "إياك.. فالاحتلال سيغدر بك، وانتبه ولا تخرج من المنطقة".

ويوضح والد الشهيد أن أول محطات التصادم بين نجله والاحتلال، بدأت باختطاف الاحتلال لصديقه المقرب منه "عبد شاهين"، من خلال قوة خاصة أقدمت على اختطافه.

"كانا قريبين جداً من بعضهما البعض، وعندما اُختطِفَ عبود علمَ محمد أن الاحتلال بدأ يترصد له"، بحسب قوله.

ومع هذه اللحظات غاب محمد وأصدقاؤه عن الأنظار، "كنت أقول له لا تغادر من البلدة القديمة، ولا تخرج لأي منطقة خارجها، مهما حصل، وإن اتصلوا عليك وقالوا لك إن والدك ميت لا تصدقهم، تريث وانتبه"، والقول لوالده.

ويتابع: "كان لدي شعور أنهم قد يغدروا به وبأصدقائه، وأنهم سيستدرجونه للوصول لمنطقة يجري بعدها مباغتتهم وتصفيتهم".

وعن محمد وشعوره تجاه اغتياله، يقول والده كان يشعر محمد أن الاحتلال لن يواجهه وجهاً لوجه، وأن عملية اغتياله ستكون مباغتة، "لهذا كنت أقول له انتبه، ولا تغادر المنطقة".

ازدياد وتيرة الخوف

وتيرة الخوف على محمد ازدادت أكثر بسبب الرسائل وصلت لعائلة الشهيد من الأجهزة الأمنية، والتي تطلب من والده أن يخبر محمد بعدم الخروج من البلدة القديمة، "واللي بده إياك يجي لعندك يا أبوي، بس إنتَ ما تروحله"، لهذا السبب كان أبوه يقول له ذلك.

وقبل ساعة واحدة من استشهاده، جاءه اتصال يطلب منه التوجه مع أصدقاءه لتهنئة أسير محرر.

ويوضح والد الشهيد، أن المتصل طلب من ابنه محمد أن يحضر بندقيته، ويستكمل بأنه بعد ذلك خرج الشهداء الثلائة "محمد، وأشرف، وأدهم" في سيارة واحدة للتوجه لمنزل الأسير.

هذا الاتصال، وذاك الطلب لم يكن ليطمئن قلب والد الشهيد محمد، فكان يعتقد أن ثمة استدراج حصل للشهداء بالخروج من البلدة القديمة.

"كنت أطلب منه ألا يتوجه حتى إلى الجبل وهو المكان الذي نقطن به، وأن يبقى داخل البلدة بجوار أهله، إحنا بنجيك ما تيجي وتعرض حالك للخطر"، يقول والد الشهيد.

حادثة الاغتيال

ومع وصوله للمنطقة باغتت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الشهداء، بإطلاق نار مباشر على السيارة التي كانوا يستقلونها، واستشهدوا جميعاً بعملية إعدام مرصودة ومسبقة.

يستحضر والد الشهيد رغبةَ نجله الدائمة بالشهادة، "كان يقول لي أنا أرى مقامي في جنة ربي، وليس في هذه الدنيا".

وعن نظره الوالد للشهيد محمد وكيف يراه، يقول: "كان بطلاً وقلبه حاضر دائما، ولا يعرف للخوف طريقا، وهذا ما كان يرعب الاحتلال به".

تهديد دائم

الشهيد أدهم مبروكة الملقب بــ "الشيشاني" تحدثت "وكالة سند للأنباء" مع ابن عمه عبر الهاتف، أثناء مشاركته أجر عزاء الشهيد محمد، مشيراً إلى أن الشهيد كان يتلقى في كل يوم اتصال تهديد من مخابرات الاحتلال.

ويوضح أن آخر اتصال تلقاه الشهيد أدهم من مخابرات الاحتلال حمل تهديداً واضحاً بالاغتيال، "بدنا نغتالكم، وسلموا أنفسكم"، هكذا كان فحوى المكالمة.

ويضيف أن الشهيد كان يدرك هو ورفاقه أن نهايتهم ستكون الشهادة، خاصة مع حدة الاستهداف التي طالتهم واختطاف واغتيال رفاقهم.

وعن انشغال تفكير أدهم بالشهادة، يؤكد ابن عمه أمه يكن لديه تفكير أكثر من الشهادة، "عام كامل من المطاردة، واعتقال استمر لأكثر من ست أشهر في سجون الاحتلال، وكان يقول في آخر أيامه الشهادة قربت".

ويصف الشهيد بـ "البسيط جداً، هو ورفاقه ومقربون جداً من أبناء الحي، والجميع يحبهم وكان يستشعر الخطر تجاههم".