ستةُ أقمار.. لم يكن يراهم أبناءً فحسب، بل كانوا تعبيرًا عن الحياة نفسها، كأنهم جسدٌ واحد، وطريقٌ واحد، وحلمٌ لا يتشظى، كانت أقدامهم تسير بمحاذاة خطاه، تخفف عنه تعب الطريق، وتمتد أمامه كأملٍ حيّ في عالمٍ تتكسر فيه الأماني، كان كل واحد منهم يشكّل جزءًا من قلب أبيهم، قطعةً من روحه، سندًا تتكئ عليه أيامه، وركيزةً لبيته الذي قام على المحبة، وانهار تحت وطأة الفقد.
ستة إخوة، ستة أعمدة لبيتٍ واحد، خطفهم الاحتلال دفعة واحدة، كما تُقتلع شجرة بأغصانها، كما يُسرق الضوء من عيني رجلٍ بنى عمره على وجوه أولاده، صورة قديمة انتشرت لهم، يقف فيها الأب في الوسط، محاطًا بهم كمن يقف في قلب الحياة، ابتساماتهم كانت تشبه المستقبل، وعيونهم تشبه الفرح المؤجل، لكن الصورة الثانية كانت نقيضها؛ الأب ذاته، يضع كفيه على صدغيه، يصلي صلاة الجنازة، وأبناؤه مصطفّون أمامه، بلا صوت، بلا نفس، بلا حلم.
ستة نعوش، حملت قلب رجلٍ لم يعد فيه مكان للنبض، ستة أسماء صارت نداءً للبكاء، على مواقع التواصل، تدفقت الكلمات والدموع، الناس قالت إن الأب لم يُصلِّ على أولاده فقط، بل صلّى على حياته كلّها، على سنده، على ضوء بيته، على معنى وجوده.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الصورتين، وامتزجت ردودهم بالحزن والغضب، كأن القلب العربي كله خفق على وقع جنازة واحدة رصدت "وكالة سند للأنباء" هذا التفاعل الكبير، حيث تحوّل مشهد الأب وأبنائه الستة من لحظة شخصية إلى صرخة جماعية، ومن فاجعة عائلية إلى صورة كاملة لوجع وطن يُستنزف أبناءه كل يوم.
لحظتان متباعدتان في الزمن، متقاربتان في الوجع: واحدة تجمع أبًا بأبنائه الستة وهم يحيطونه بابتساماتهم، والأخرى تودّعهم الأكفان في صمتٍ يقطّع الروح.
غصّت مواقع التواصل بهذه الصورة المزدوجة، وانهالت كلمات النعي والقهر، كأن العالم بأسره وقف على أطلال هذه العائلة، يبكي إخوة كانوا سندًا لأبيهم، وعكازاتٍ لحياة أمهم، قبل أن يقتلعهم صاروخ من حضن الحياة دفعة واحدة.
6 إخوة!!!!!
— Aya (@Aya_Hawila23) April 13, 2025
متخيلين كمية الوجع وحرقة القلب لأمهم وذويهم!!
السند والأبناء مرة واحدة!!!
القلب ينفطر لفقدٍ واحد فما بالك بفقد 6 فلاذات أكباد دفعة واحدة!!!
اللهم صبراً اللهم جبراً
ثبت العقول والقلوب ي الله❤️🩹❤️🩹❤️🩹💔
فاجعة للقلب..
استشهد سبعة فلسطينيين بينهم ستة أشقاء، في جريمة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، بقصفه مركبة مدينة على طريق البحر جنوب غرب دير البلح وسط قطاع غزة.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل صورتين متناقضتين في الألم؛ الأولى توثق لحظة دفءٍ عائلية جمعت الأب بأبنائه الستة أحياءً إلى جواره، والثانية ترصد المشهد القاسي ذاته وقد اصطفّوا أمامه في الأكفان، مودَّعين بلا عودة، وسط وجع العائلة ومرارة الفقد.
والشهداء هم: أحمد ومحمود ومحمد ومصطفى وزكي وعبد الله زكي أبو مهادي.