أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن أكثر من 1600 من قدامى الجنود في لواءي المظليين والمشاة بجيش الاحتلال، وقعوا رسالةً تدعو إلى إعادة جميع الأسرى من غزة، "حتى لو كلّف ذلك وقف الحرب".
وجاء في الرسالة، وفقًا لـ "يديعوت": "نحن جنود وقادة لواءي المظليين والمشاة، الذين تحمل رايتهم عبارة: لن يُترك أي جندي خلفنا، ندعو إلى إعادة الرهائن (الأسرى)، حتى لو كان ذلك يعني وقف الأعمال العدائية. هذه دعوةٌ لإنقاذ الأرواح".
وفي سياق متصل، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن نحو 170 خريجًا من برنامج "تلبيوت" التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وقّعوا رسالة طالبوا فيها بإطلاق سراح الأسرى عبر إنهاء الحرب.
ونوهت الإذاعة العبرية إلى أن الرسالة لم تحمل دعوة لرفض الخدمة الاحتياطية.
وورد في الرسالة: "إن الدعوة لإنقاذ الرهائن (الأسرى) المدنيين والعسكريين واجب أخلاقي أساسي في منظومة القيم التي تربينا عليها وخدمنا بها".
وأضاف الخريجون: "ندين محاولات إسكات أصوات وآراء زملائنا، الذين يساهمون ويخدمون في الجيش".
وتابعوا: "في هذا الوقت، تخدم الحرب في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية أكثر من كونها احتياجات أمنية"؛ وهو ما يؤكد عليه الموقعون على رسائل مماثلة.
وتكتسب دعوات إعادة أسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية غزة، حتى لو كان على حساب وقف الحرب، زخما كبيرا في صفوف جنود الاحتياط بجيش الاحتلال.
وتُشكل تلك القضية، تحدٍّ لرئيس حكومة الاحتلال ورئيس أركان الجيش إيال زامير.
وفي 11 أبريل/ نيسان الجاري، وقّع نحو 1000 من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو الإسرائيلي رسالة تدعو إلى وقف الحرب لتحرير الأسرى بغزة، وتبعهم في خطوتهم 150 ضابطا سابقا في سلاح البحرية وعشرات العسكريين في سلاح المدرعات.
وفي 12 أبريل، انضم إليهم نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط ومئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 الاستخبارية و2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.
وحرصوا جميعا على التأكيد أن "هذه الحرب في هذا الوقت تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية". بينما اتهموا لنتنياهو بمحاولة إطالة أمد الحرب لأسباب شخصية.
وجند الاحتلال الإسرائيلي نحو 360 ألفًا من جنود الاحتياط للمشاركة بالحرب العدوانية والإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ والتي بدأها منذ الـ 7 من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
ومنذ الخميس، تتوالى العرائض المطالبة باستعادة الأسرى، ولو كان ثمن ذلك وقف الحرب على غزة، من عسكريين بجيش الاحتلال؛ ما بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة وآخرين متقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة.
فيما توعد نتنياهو ووزراء بحكومته بفصل موقعي هذه العرائض، معتبرين أنها "تقوي الأعداء في زمن الحرب"، ناعتين إياها بـ "التمرد" و"العصيان".
ووفقًا لتقديرات إسرائيلية، فإن 59 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا في قطاع غزة؛ بينهم 24 أحياء. بينما نوهت معطيات فلسطينية تعتقل "تل أبيب" قرابة الـ 10 آلاف أسير فلسطيني، وسط إهمال طبي وتجويع وتعطيش.
وتواصل قوات الاحتلال، بدعم عسكري أمريكي وأوروبي، منذ 7 أكتوبر 2023، ارتكاب مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن ارتقاء 167100 شهيد ومصاب؛ غالبيتهم أطفال ونساء.