شدد الحوثيون إجراءاتهم الأمنية في اليمن، لمواجهة أية خروقات أمريكية إسرائيلية متوقعة، في ظل العدوان المستمر والغارات المتواصلة.
وبدأت الولايات المتحدة قبل أسابيع حملة عسكرية واسعة ضد "أنصار الله" في اليمن، متوعدة بمواصلة الضربات الجوية ما لم تتوقف الجماعة عن استهداف حركة الملاحة التابعة لـ "إسرائيل" أو المرتبطة بها في البحر الأحمر.
ونقلت صحيفة العربي الجديد القطرية، عن مصادر مقربة من الحوثيين، أن الإجراءات الأمنية أصبحت أكثر صرامة، مبررة الأمر بالرغبة بما سمّته "مواجهة الاختراقات، سواء على المستوى الأمني والعسكري أو التقني والنفسي والاقتصادي وحتى الإعلامي والاجتماعي والصحي".
وأوضحت أن الإجراءات في مناطق سيطرة الحوثيين كانت قد انطلقت في بداية النصف الثاني من العام الماضي، وزادت مع العمليات العسكرية الجارية ضدهم الآن.
وقالت المصادر إن قادة الجماعة كانوا يتوقعون حدوث عملية عسكرية في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ما دفعهم إلى تغيير طريقة تنقلاتهم، وقللوا ظهور القيادات، لكن هذه الإجراءات تصاعدت بعد انطلاق العدوان الأميركي في 15 مارس/ آذار الفائت.
ووفق الصحيفة، أكثر ما يتخوف منه الحوثيون أن يتكرر معهم ما حصل مع حزب الله اللبناني، من اختراق بواسطة الأجهزة والمعدات التقنية والتكنولوجية والتطبيقات والبرامج وغيرها، على غرار تفجير أجهزة "البيجر".
وبينت أنه تمت مصادرة أي أجهزة أو معدات تصدر ذبذبات أو إشارات.
كما حظر الحوثيون كثيراً من البرامج والتطبيقات الذكية، وتم سحب كاميرات المراقبة من الشوارع، وعادت قياداتهم للاستعانة بتقنيات وأجهزة اتصال قديمة تم الاستيلاء عليها بعد دخولهم صنعاء في العام 2014، أو الأنظمة التي وفرتها لهم إيران.
ورغم استمرار الغارات الأمريكية، والتهديد بتصاعدها، واصلت جماعة أنصار الله هجماتها، مستهدفة مواقع داخل "إسرائيل" وسفنًا في البحر الأحمر كانت متجهة إليها، في رد على استمرار حرب الإبادة التي استأنفتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي.