كشفت المحامية التي زارت الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تفاصيل مؤلمة حول التعذيب الممنهج الذي يتعرض له في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت تالا البرغوثي ابنة الأسير "عبد الله"، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، أن المحامية خرجت من الزيارة والدموع تملأ عينيها، وغير قادرة على التعبير عما شاهدته من بشاعة في المعاملة.
وبحسب المحامية، يعاني البرغوثي من ضرب مفرط باستخدام أدوات قمعية مثل القشاط والعصي الحديدية، وسط ظروف قاسية حيث يُفرغ القسم من الأسرى ويُترك وحيدًا أمام جلاديه.
وأكدت أن هذه الممارسات الوحشية أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.
ويعاني الأسير البرغوثي أيضًا، من دمامل وجروح مفتوحة على جسده، دون أن يتلقى أي علاج طبي، حيث يتولى الأسرى الآخرون في القسم تعقيم جروحه باستخدام سائل الجلي.
ويعجز الأسير البرغوثي عن النوم بشكل طبيعي بسبب الألم الشديد، ويضطر للنوم جالسًا، فيما تدهور وزنه إلى 70 كيلوغرامًا.
وطالبت عائلة البرغوثي، الحكومة الأردنية والسفارة الأردنية بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ حياة الأسير وزيارة مكان احتجازه للاطلاع على ما يتعرض له من تعذيب مستمر وإهمال متعمد.
وشددت العائلة على ضرورة الضغط على الجهات المعنية لإنقاذ حياة البرغوثي قبل أن يفقد حياته في ظل هذه المعاملة القاسية.
وفي تصريح سابق، قالت عائلة الأسير البرغوثي، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول اغتياله في السجون بطريقة غير مباشرة، مؤكدةً تعرضه لضرب مبرح في سجن شطة؛ ما أدى لإصابته.
والأسير الأردني الفلسطيني عبد الله البرغوثي اعتُقل عام 2003 وحُكم عليه بالسجن 67 مؤبدًا، وعُرف كأبرز مهندسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، وتضعه سلطات الاحتلال على قائمة أخطر الأسرى في سجونها.
وخضع البرغوثي خلال اعتقاله الطويل لإجراءات عقابية، فهو من الأسرى القلائل الذين قضوا فترة تحقيق تجاوزت المدة المسموح بها في "القانون" الإسرائيلي، واستمرت لـ5 أشهر متواصلة؛ بعدها حُوّل للعزل الانفرادي 10 أعوام متواصلة لم يخرج منها إلا بعد خوضه إضرابا طويلا عن الطعام.
وحُرم البرغوثي من الزيارة بشكل دوري، حيث تمكنت عائلته من زيارته 5 مرات فقط طوال سنوات أسره (بحسب تصريح صحفي سابق لزوجته)، بينما لم يُسمح لوالده ووالدته بزيارته سوى مرة واحدة، ولمدة لا تزيد عن ربع ساعة العام الفائت.