الساعة 00:00 م
السبت 26 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.83 جنيه إسترليني
5.11 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.12 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بترت صواريخ الاحتلال ساقها.. صابرين وتامر ينتصران لحبهما رغم جراح الحرب

وسط الرماد.. مبادرات التفريغ النفسي تحيي أرواحًا أنهكها الرعب في غزة

تحليل محادثات طهران- واشنطن الثنائية.. و "إسرائيل" الحاضر الغائب!

حجم الخط
طهران وواشنطن
غزة- وكالة سند للأنباء

يتصاعد الحديث حول الدور الإسرائيلي، ومدى قدرته على التأثير في سير المفاوضات الإيرانية- الأمريكية، في ظل ما طرح عن منع ترامب ضربة عسكرية كان ستوجهها "إسرائيل" إلى طهران، وهو ما يشكك محللون بجديته، وقدرة "إسرائيل" حتى على التأثير في سير المفاوضات وتفجيرها.

ويبرز الحديث عن ذلك الدور بعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن "إسرائيل" لن تجره إلى حرب مع إيران، فيما أن الولايات المتحدة قد تضطر لشن هجوم لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون، أن لدى طهران وواشنطن رغبة في التوصل لاتفاق، وأن تل أبيب لا يمكنها التدخل لإفشال المفاوضات بدون ضوء أخضر أمريكي، وهو ما يتجنب ترامب الوصول إليه.

وخرج الطرفان الأمريكي والإيراني بتصريحات متفائلة، بعد جولتي المفاوضات وسط حديث عن مفاوضات مثمرة، وتقدم ملموس في ظل تكهنات بوجود تفاهم يمكن البناء عليه في المفاوضات.

ورغم أجواء التفاؤل في المفاوضات، إلا أن الدور الإسرائيلي يبقى حاضرًا في الدفع نحو تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية الضغط لإفشال المفاوضات في الدقيقة التسعين.

تل أبيب معنية بمسألة واحدة

ويعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع، أن تل أبيب معنية في مسألة واحدة في المفاوضات تتعلق بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بغض النظر عن الطريقة، سواء بالمفاوضات أو من خلال الاستهداف العسكري، في ظل قناعة إسرائيلية أن طهران لن تتخلى عن البرنامج النووي.

ويرى مناع في حديث لـ وكالة سند للأنباء، أن الخشية في الأوساط الإسرائيلية اليوم من هذه المفاوضات أن الجانب الأمريكي غير متمرس، في حين أن طهران خاضت مفاوضات سابقة وتوصلت لنتيجة مرضية بالنسبة لها، وتمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، في حين أن المبعوث الأمريكي ويتكوف يفتقد هذه الخبرة.

ووفقًا لما يعتقده مناع، فإن النظرة الإسرائيلية لفشل المفاوضات أنها قد تشكل مبررًا لأي عمل عسكري مستقبلي بالتنسيق مع واشنطن، لتوجيه ضربة تنهي المشروع النووي، لأن تل أبيب تعتبر أن أي هجوم غير ذلك، قد يدفع إيران للتسريع في إنتاج القنبلة النووية.

وفي ذات السياق، يشير مناع إلى أنه بات لدى عدد من الدوائر الإسرائيلية، قناعة أن تل أبيب غير قادرة، ولا تستطيع أن توجه ضربة لإيران في ظل المفاوضات وحدها من الناحية العسكرية، وأدواتها وتأثيرها في الإقليم برمته، كون أن مهاجمة طهران أمر مختلف عن استهداف في لبنان أو العراق أو غزة، وأي هجوم بحاجة إلى مشاركة وليس فقط موافقة أمريكية.

أكبر من نجاح بالمفاوضات

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، رائد نعيرات، أن هناك مؤشرات أن نجاح المفاوضات قد يقود إلى إعادة الترتيبات في المنطقة، في ضوء التوجه الأمريكي السريع لإنجاحها، وتحقيق اختراق في ملفات المنطقة، وإنهاء حالة عدم الاستقرار التي قد تجر المنطقة إلى مرحلة صعبة.

 ويشير نعيرات في حديث خاص بـ وكالة سند للأنباء إلى أننا قد نشهد نجاحًا لهذه المفاوضات أو على أقل تقدير عدم العودة إلى مرحلة الحديث عن الحرب وجعل المنطقة على فوهة بركان.

وتريد واشنطن من المفاوضات – كما يرى نعيرات - أن تحد من قدرة إيران وسرعة امتلاك إيران السلاح النووي، وأن يبقى ذلك تحت نظرها وتحكمها، هذه هي المعادلة التي أنشئت على أساسها المفاوضات في حين أن طهران تريد رفع العقوبات.

وحول الدور الإسرائيلي، فيرى نعيرات أنه من الواضح بأن الإسرائيليين لا يريدون هذه المفاوضات، وأن نتنياهو من أكثر الخاسرين من مجرد ذهاب إلى مفاوضات، وفشلت استراتيجيته في جر الولايات المتحدة الأمريكية لحرب في المنطقة، حيث إنه ومنذ عام 1997 وهو يدعو إلى حرب أمريكية إيرانية.

الخاسر الأكبر

لكن ورغم ذلك، يعتبر نعيرات أن نتنياهو استغل الموقف وحصل على فرصة أمريكية لأن يطبق سياساته في الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل إخلاء يد الولايات المتحدة الأمريكية في الموضوع الإيراني، أو الصمت حول الموضوع الإيراني، لكن بدون شك أن الخاسر الأكبر في حال نجحت المفاوضات هي "إسرائيل".

ويتفق نعيرات مع ما ذهب إليه مناع في أن "إسرائيل" ليس لديها القدرة أن توجه ضربة لإيران دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب، إذا ما قارنا حجم التدخل الإسرائيلي الكبير في الملف الإيراني في عهدي أوباما وبايدن بما هو عليه اليوم.

من جانبه، يعتبر الباحث والمحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، أن طهران تريد للمفاوضات أن تنجح، وتتمكن من رفع العقوبات في حين ترفض الاستمرار في مفاوضات تنزع مصادر القوة العسكرية، أو غيرها من طهران أو إنهاء المشروع النووي السلمي، وهو ما يبدو أن الأمريكيين يسعون إليه رغم الحديث الدبلوماسي الجميل.

تفاؤل وحذر إيراني

ويشير شاوردي لـ وكالة سند للأنباء إلى وجود قناعة دولية وأوروبية بجدية طهران في المفاوضات خاصة بعد تجربة مفاوضات مجموعة 5+1 عام 2015 عندما عملت على إنجاح المفاوضات ليأتي ترامب ويحاول تصوير نفسه أنه مختلف، ويمكنه أن يلجأ إلى الخيار العسكري ويقضي على البرنامج النووي الإيراني، في حين أن الخيار الوحيد أمامه الذهاب بالمفاوضات وفق معادلة "رابح رابح".

ولا يستبعد شاوردي أن نشهد اتفاقًا جديدًا تلتزم بموجبه إيران بعدم الذهاب نحو السلاح النووي، وأن يبقى برنامجها للأغراض المدنية، مقابل ذلك تلتزم الولايات المتحدة برفع كافة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، وألا تفرض أمريكا مجددا أي عقوبات بأي ذريعة على إيران.

أما حول التهديدات الإسرائيلية بإمكانية شن ضربة عسكرية على طهران لإفشال المفاوضات فيرى أنها تأتي في إطار الحرب النفسية حيث إن واشنطن التي لا تقارن قدراتها العسكرية مع تل أبيب لجأت إلى الحوار مع إيران.

ويشير إلى قناعة لدى الإيرانيين أن "إسرائيل" لا تريد نجاح المفاوضات، وتريد أن تدخل أمريكا في حرب، ولكن هذا مرفوض في المنطقة وأمريكا وأوروبا، لما ستتركه هذه الحرب من تأثيرات على المنطقة، والاقتصاد العالمي ومصالح الدول.

رد إيراني بلا حدود

ويضيف "طهران رفضت الجلوس في مفاوضات مباشرة مع الأمريكيين وجرت المفاوضات بشكل غير مباشر، لذلك ترامب كان في السابق يريد اتفاقاً شاملاً يشمل الصواريخ والمسيرات، والقوة العسكرية الإيرانية والسياسة الخارجية الإيرانية، وقطع العلاقات الإيرانية مع محور المقاومة، ولكن هذه السياسة الأمريكية السابقة فشلت، واليوم ترامب لا يستطيع أن يتصور أو أن يفكر بالوصول إلى اتفاق مع إيران وفق طموحاته أو وفق رؤيته ".

وتقبل إيران عبر المفاوضات امتلاك برنامج نووي متكامل، يشمل حق تخصيب اليورانيوم في أي مستوى تحتاجه إيران، وأن تعترف أمريكا بهذا الحق الشرعي لإيران، وأن يتم رفع كافة العقوبات الأمريكية، وسيكون الحديث حول القدرات الدفاعية الإيرانية خطوط حمراء، وفق شاوردي.

وفي حال أقدمت تل أبيب على توجيه ضربة لطهران؛ فيرى المحلل الإيراني ورغم استبعاد هذا الخيار، فإن الرد الإيراني سيأتي في وقت قصير ومتزامن، وسيتم إمطار "إسرائيل" بالصواريخ ومهاجمة أماكن حيوية وحساسة، متوقعاً انه حتى في حال فشلت المفاوضات، فلن يكون الخيار العسكري هو الأول بالنسبة لأمريكا و"إسرائيل"، وسيحاولون إلحاق الضرر والأذى بإيران، عبر طرق اقتصادية.