يبدو أن الحرائق الكبيرة التي تشهدها القدس المحتلة لم يتوقف تأثيرها على الغابات والأحراج، بل امتد ليزيد الخلافات الداخلية الإسرائيلية اشتعالا.

وفيما وجهت المعارضة الإسرائيلية سهامها نحو الحكومة والوزارات ذات الصلة بالتقصير في الاستعداد لمثل هذه الحرائق، انبرت أطراف في الحكومة لاستغلال الحرائق في تصفية حساباتها مع خصومها السياسيين وفي المؤسسة الأمنية، ولم تستثن الفلسطينيين.

بدورها، نقلت القناة 14، المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن مسؤولين في الحكومة قولهم إن حرائق القدس "فشل إضافي لرونين بار (رئيس جهاز الشاباك)، المشغول باعتقال يهود بدلًا من منع الحرائق المدبرة".

وأبرز موقع "اللا" تصريحا لنتنياهو قال فيه:" يجب الطلب من الشاباك للعمل ضد المحرضين ومشعلي النيران".

وركزت الصحافة الإسرائيلية اليوم الخميس، على حرائق القدس وارتداداتها السياسية والحزبية الداخلية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن النيران التهمت 19 ألف دونم، منها حدائق وغابات ومتنزهات بأكملها.

وأضافت: "هناك إهمال واضح من قبل الجهات الرسمية في إسرائيل التي لم تتعامل مع تحذيرات الأرصاد الجوية من إمكانية اندلاع حرائق بفعل هذه الأجواء".

من جانبه، أشار موقع "واللا" إلى أن حكومة نتنياهو-سموتريتش قامت بتقليص 217 مليون شيكل من ميزانية جهاز الإطفاء، من أجل تخصيص الأموال لأهداف سياسية، وعلّق ساخرا: "لكن الجميع مذنبون ما عدا نتنياهو".

وأوضح الموضع العبري أن ميزانية قوات الإطفاء الإسرائيلية كانت 2 مليار شيكل في العام الماضي، لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قلصها إلى 1.7 مليار شيكل هذا العام.

من جانبه، استغل يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال، الحرائق لتوجيه الاتهامات لليسار الإسرائيلي والفلسطينيين بافتعال الحرائق.

وقال في منشور على منصة "إكس": "هنالك أمرٌ مثير للشبهات، اليسار كان يعمل بقوة خلال الأسابيع الماضية لإلغاء احتفالات عيد الاستقلال، أتمنى أن يكون إشعال الحرائق تم على أيدي عرب فقط وليس بالتعاون مع أشخاص من شعبنا".

أما أرييه درعي، زعيم حزب "شاس" فألقى باتهاماته تجاه الفلسطينيين، محرضا على قتل كل من يقوم بإضرام النيران.

وقال: "أولئك الذين يشعلون الحرائق خلال الحرب هم إرهابيون بكل معنى الكلمة. أدعو رئيس الوزراء إلى إصدار تعليمات للجيش للقضاء على أي إرهابي يتم تحديده وهو يشعل الحرائق من الجو".

وأضاف: "من أشعل نارًا في زمن الحرب والصراع فإن يستحق القتل. إنه قنبلة موقوتة، تمامًا مثل مطلق النار. من يأتي ليقتلك، أسرع واقتله".

من جانبهم، رد نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي على حملة التحريض التي تشنها حكومة الاحتلال والأحزاب المتطرفة، واتهموا الحكومة بـ"العنصرية" و"التحريض ضد العرب"، مؤكدين أن هذه التصريحات تزيد من التوتر وتشعل المنطقة.

ولليوم الثاني على التوالي، لا تزال الحرائق الضخمة التي نشبت في جبال القدس مشتعلة، في ظل عدم مقدرة الاحتلال على السيطرة عليها.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد إطفاء الاحتلال بالقدس، صباح اليوم الخميس، إن 119 طاقم إطفاء يواصلون مكافحة النيران في جبل القدس عبر 11 محورا رئيسيًأ، مشيرة إلى النيران أتت على 24 ألف دونم.