أخمدت فرق الإطفاء الإسرائيلية، اليوم الخميس، الحرائق التي اندلعت في جبال القدس بعد أكثر من 24 ساعة، مخلفةً أضرارًا طالت نحو 24 ألف دونم، فيما استمرت موجة التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وفور اندلاع الحرائق، بدأت شخصيات إسرائيلية، بإطلاق اتهامات ضد الفلسطينيين.

ورغم إعلان الشرطة الإسرائيلية اعتقال ثلاثة مشتبهين فقط، أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن عدد المعتقلين بلغ 18، زاعمًا أن أحدهم تم ضبطه أثناء تنفيذ عملية إشعال متعمد.

ومن بين المعتقلين رجل في الستين من عمره من قرية أم طوبا جنوب القدس، اعتُقل بناء على بلاغ من مستوطنين.

ووفقًا لمحامي المسن الفلسطيني، فإن المواد التي كانت بحوزته اقتصرت على تبغ وأدوات شخصية لتنظيف المبسم، دون وجود أي أدلة على نوايا جنائية.

وفي السياق ذاته، واصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير التحريض من خلال تغريدة، اتهم الفلسطينيين بالوقوف خلف ما أسماه "هجومًا بالنار".

ووصفت عضو الكنيست تالي غوتليب من حزب "الليكود" الحرائق بـ"هجوم متعمد"، مدعية أنها تمت تحت ظروف مناسبة ودون مراقبة، في حين أعربت عن استيائها من الإفراج عن معتقلين من غزة بقرار من الشاباك.

بدوره، اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، الفلسطينيين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على إشعال الحرائق، داعيًا الحكومة إلى تحقيق شامل وتعامل حازم مع ما وصفه بـ"الإرهاب القومي".

أما عضو الكنيست دان إيلوز، فاعتبر ما أسماه بـ"دعوات الحرق عبر الشبكات العربية" إعلان حرب، مطالبًا بفرض إغلاق فوري على الضفة الغربية.

من جهته، دعا رئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، إلى استهداف من يُشتبه بإشعال الحرائق عبر غارات جوية، واصفًا الأمر بـ"الإرهاب المكافئ لإطلاق النار".

وانضم عدد من الإعلاميين والسياسيين إلى حملة التحريض، إذ زعم الصحفي شلومو ريزل أن "عربًا" أضرموا حرائق متعمدة في الأغوار الشمالية، ما ألحق أضرارًا بمحاصيل زراعية تعود لمزارعين يهود.

وقال ضابط احتياط في الجيش إن الشرطة اعتقلت ثلاثة شبان فلسطينيين من شرق القدس، مدعيًا العثور على مادة مشتعلة مع أحدهم.

نجل رئيس الحكومة، يائير نتنياهو، ألمح بدوره إلى احتمال ضلوع جهات من "اليسار الفوضوي" بالتعاون مع الفلسطينيين في إشعال الحرائق، في منشور مثير للجدل عبر فيسبوك.

اندلعت حرائق ضخمة يوم أمس الأربعاء، في غابة "إشتيؤل" بين مدينة القدس وتل أبيب وامتدت لعدة أماكن ما أدى إلى إصابة 12 شخص.