واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عملياتها المكثفة ضد مدينتي طولكرم وجنين ومخيميهما، عبر تنفيذ حملات اقتحام واحتجاز جماعي وتجريف واسع للبنية التحتية، ما تسبب بنزوح آلاف المواطنين وتدمير مئات المنازل، في ظل تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
واحتجزت قوات الاحتلال مئات المواطنين على مداخل مخيمي طولكرم ونور شمس، رغم منحهم تصاريح مسبقة للدخول إلى منازلهم المهددة بالهدم لإخلاء مقتنياتهم.
وأطلقت القوات الرصاص الحي وقنابل الصوت بشكل كثيف، ما أدى إلى إصابة الصحفية رؤى دريدي بشظايا في قدمها، ونُقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث وُصفت حالتها بالمستقرة.
ونفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة داخل المخيمين، واقتادت عشرات الشبان إلى مراكز تحقيق ميدانية، واعتقلت المصور الصحفي فادي ياسين من منزله قرب مسجد بلال.
وعلّقت قوات الاحتلال لافتات على مداخل المخيمين كُتب عليها: "ممنوع الدخول – منطقة عسكرية مغلقة"، في محاولة لعزل المنطقة وفرض سيطرة أمنية مشددة.
وجاء هذا التصعيد بعد إنذار سلطات الاحتلال بهدم 106 منازل وبنايات خلال 24 ساعة فقط، من بينها 58 بناية في مخيم طولكرم، و48 منزلًا في نور شمس، ما أدى إلى نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة تضم ما يزيد عن 25 ألف مواطن، منذ بداية العدوان قبل 96 يومًا.
وبحسب إحصائيات محلية، فقد دُمر 396 منزلًا بشكل كامل، فيما لحقت أضرار جزئية بـ2573 منزلًا، كما أغلقت مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، مما فاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
ورغم الظروف الصعبة، نظّم المواطنون وقفة احتجاجية حاشدة في ميدان جمال عبد الناصر وسط مدينة طولكرم، بدعوة من فصائل العمل الوطني واللجان الشعبية، رفضًا لسياسات الاحتلال التهجيرية وتأكيدًا على الحق في العودة والصمود.
وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال، لليوم الـ102 على التوالي، عملياتها العسكرية الواسعة، مع التركيز على تدمير البنية التحتية للمخيم وطمس معالمه.
وأفادت مصادر محلية بتعرض جميع منازل ومنشآت المخيم لأضرار متفاوتة، إلى جانب دمار واسع في أحياء المدينة، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف.
ووفق بلدية جنين، تجاوز عدد النازحين 22 ألف مواطن، يشملون سكان المخيم ومئات العائلات من المدينة وضواحيها، في ظل أزمة إنسانية خانقة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
العدوان المتواصل تسبب بانهيار شبه كامل في النشاط التجاري، وأدى إلى إغلاق معظم المحال، خاصة في الأحياء الغربية التي تعاني من شلل اقتصادي تام بفعل عمليات التجريف اليومية.
ومنذ بدء العدوان في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتفع عدد الشهداء في محافظة جنين إلى 40 شهيدًا، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين.
وتواصل قوات الاحتلال تعزيز انتشارها العسكري في جنين ومحيطها، وسط وجود مكثف لفرق المشاة والدوريات الراجلة والآليات العسكرية، وتحركات يومية في مختلف قرى المحافظة.