اتهمت شبكة أطباء السودان، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة مروعة" في مدينة النهود جنوب البلاد، راح ضحيتها أكثر من 100 مدني، عقب سيطرة القوات على المدينة.
وقالت الشبكة في بيان لها، اليوم الجمعة، إن "قوات الدعم السريع نفذت مجزرة دموية في مدينة النهود بدأت منذ مساء الخميس، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، من بينهم 21 طفلاً و15 امرأة".
وأشارت إلى أن القوات قامت أيضًا بنهب الإمدادات الطبية والأسواق، واقتحام مستشفى النهود التعليمي الحكومي.
وأكد البيان توقف المستشفى عن العمل بعد تعرضه ومخزن الأدوية التابع له للنهب، مما أدى إلى حرمان السكان من الخدمات الصحية، في وقت تم فيه تدمير عدد من الصيدليات الخاصة، ما فاقم معاناة الجرحى والمرضى.
وأدانت شبكة أطباء السودان بشدة ما وصفته بـ"الجريمة البشعة"، معتبرة أنها "تمثل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية"، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع حول الاتهامات، إلا أن بيانًا سابقًا صدر عنها صباح الجمعة أعلن "السيطرة الكاملة" على مدينة النهود، وتسلم مقر رئاسة اللواء 18 مشاة التابع للجيش السوداني عقب معارك عنيفة بين الجانبين.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيانها أنها بدأت على الفور بـ"تأمين المدينة وتوفير الحماية"، كما بثت مقاطع مصورة من داخل المدينة ومقر قيادة الجيش، دون إمكانية التحقق المستقل من صحة هذه المقاطع حتى لحظة النشر.
وتُعد النهود من المدن الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة الجيش، وأصبحت العاصمة المؤقتة لغرب كردفان منذ يوليو/تموز 2024، بعد سقوط مدينة "الفولة" في يد الدعم السريع.
وتستمر الحرب الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتشريد نحو 15 مليون آخرين، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتشهد موازين القوى في السودان تحولاً تدريجياً، إذ بدأت قوات الجيش خلال الأسابيع الماضية باستعادة مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.
وانحسرت سيطرة "الدعم السريع" في أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع ولايات في إقليم دارفور.