ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً دمويةً جديدة عصر اليوم الأربعاء، بقصفه مطعمًا وسوقًا شعبيًا بشكلٍ متزامن في منطقة الرمال غرب مدينة غزة، ما أدى لارتقاء نحو 39 شهيدًا وعشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء.
ونقلت مراسلة "وكالة سند للأنباء" عن شهود عيان، أنّ طيران الاحتلال الحربي قصف مطعم "التايلندي"، وسوقًا شعبيًا بالقرب منه؛ أسفر عنه ارتقاء 33 شهيدًا وأكثر من 83 جريحًا، إذ تشهد المنطقة تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا.
وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشفاء الطبي، حيث وُصف المشهد هناك بأنه صعب للغاية، بعدما امتلأت أروقتها المدمرة بجثامين الشهداء، فيما لا تتوفر مسلتزمات طبية كافية لعلاج الجرحى الذي وصف حالة بعضهم بالخطيرة، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية؛ بسبب الحصار والقصف المستمر.
وعُرف من أسماء شهداء المجزرة، يحيى باسل نعيم، وساري جمال نعيم، ومحمد زهير عدنان وخالد يحيى رباح ناصر، ومريد محمد الشيخ عيد، والصحفي يحيى صبيح وزوج شقيقته رامي معين صبيح، وأحمد بشير الغرابلي.
وتداول صحفيون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد مروّعة وصادمة تُظهر جثامين الشهداء وهي ملقاة على الأرض، بينهم فتى بائع قهوة في المكان، وطفل صغير يحمل على كتفه حقيبته المدرسية بجانبه كما يبدو والديه.
ووثق مشهد صراخ طفلين أمام جسد والدهما المسجى على الأرض، بينما بدت علامات الصدمة والذهول على وجوههم، أملاً أن يستيقظ والدهم.
بينما ذكرت مصادر محلية، أنّ الصحفي يحيى صبيح رُزق بمولودة جديدة صباح اليوم، وقد عبّر عن فرحته بقدومها بصورة نشرها على خاصية "الستوري" في صفحته الشخصية على انستغرام، كتب عليها "نورت دنيتنا أميرة صغيرة.. الحمدلله الذي أكرمنا بقدوم ابنتنا الغالية، جعلها من الذرية الصالحة وأقر بها أعيننا".
وتعد هذه المجزرة استمرارا للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين بمختلف أماكن تواجدهم في قطاع غزة، إذ أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أنّ قصف "التايلندي" والسوق الشعبي المجاور له، هما رابع مجزرة إسرائيلية في غضون 24 ساعة، بعدما استهدف مدرستين تؤويان أكثر من 10 آلاف نازح أمس الثلاثاء وسط قطاع غزة.
وأكد "الإعلام الحكومي" في بيانٍ صدر عنه وتلقته "وكالة سند للأنباء" أنّ استهداف الاحتلال للمطاعم والمدارس ومراكز الإيواء يُعبّر عن نية واضحة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء والضحايا من بين النازحين الآمنين، وهو ما يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان.