أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تحقيق داخلي رسمي، بفشله الذريع في الدفاع عن مستوطنة "كيبوتس كيسوفيم" خلال هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدًا أن جنوده لم يتلقوا التدريب الكافي للتعامل مع سيناريو تسلل مسلحين، وأنهم واجهوا المعارك وهم في حالة ضعف عددي وغياب شبه كامل للقيادة الميدانية الفعالة.
وأشار التقرير إلى أن معارك كيسوفيم استمرت لخمسة أيام متواصلة، وأسفرت عن مقتل 17 مستوطنًا و27 جنديًا من قوات الاحتلال، في وقت تطلّب فيه استعادة السيطرة على البلدة جهداً عسكريًا معقدًا وباهظ الثمن بشريًا وتكتيكيًا.
ويُعد هذا الإقرار من الجيش جزءًا من سلسلة مراجعات داخلية تجريها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب الهجوم غير المسبوق، والذي كشف عن خلل كبير في منظومات الاستخبارات والاستجابة الفورية، خصوصًا في التجمعات الاستيطانية القريبة من غزة.
يُذكر أن مستوطني "كيسوفيم" حمّلوا قيادة الاحتلال المسؤولية عن الفشل في أحداث السابع من أكتوبر، معتبرين أن "إسرائيل تخلت عن سكانها في تلك اللحظات الحرجة"، وفقًا لبيان صادر عن إدارة المستوطنة.
وتأتي هذه الاعترافات في سياق سلسلة من التحقيقات التي كشفت عن إخفاقات مماثلة في مستوطنات أخرى مثل "نير عوز" و"كفار عزة"، حيث أظهرت التقارير انهيارًا في أنظمة القيادة والسيطرة، وغيابًا للتنسيق بين الجيش والأجهزة الأمنية، مما أدى إلى تأخر الاستجابة وارتفاع عدد الضحايا.