لم يعد الموت هو الأشد إيلامًا في غزة، فمشاهد الجرحى والجوعى تفتك بالقلوب، وتعتصرها ألما، بقصص لا تنتهي ومعاناة لا حدود لها، تجاوزت في بشاعتها قدرة العقل البشري على تخيّل الإجرام الذي تمارسه "إسرائيل" بحق المدنيين بالقطاع.
قصة الطفل "سند أبو سلعة" واحدة من عشرات آلاف قصص الحرب الموجعة، لم تقتصر على فقده لوالده وتركه يتيمًا وهو لا يزال طفلًا لم ير من الحياة بهجتها وحلوها، بل ذاق مع مرارة اليتم وجع البتر لقدمه، وفقدانه لأعضائه التناسلية في ذات الاستهداف مع والده.
وعن تفاصيل الحادثة، يروي لنا "ماهر أبو سلعة" جد الطفل سند، "خرج سند مع والده قبل 12 يومًا ليجمعوا الحطب حتى يبيعوا جزءًا منه ليعيشوا مما يكسبوه من مال، ويستخدموا الجزء الآخر في إيقاد النار لتحضير الطعام".
ويتابع: "كانوا بعيدين جدًا عن الأماكن الخطرة وتواجد الاحتلال، لكنه استهدفهم بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد ابني وإصابة حفيدي سند".
وبصوت يملؤه الألم عما حلّ بالطفل، يكمل الجد: "حفيدي الان يتيم، وخسر حياته الطبيعية بعد بترت ساقه كلها، والأخرى فيها إصابات وبحاجة لعمليات، إضافة إلى أنه فقد أعضاؤه التناسلية بشكل كامل".
ويناشد الجد "أبو سلعة" المنظمات الحقوقية والطبية وأمير قطر، بالعمل على إخراج حفيده لتلقي العلاج خارج القطاع، في ظل انعدام العلاج المناسب له جراء الحصار المتواصل والخانق المفروض على القطاع.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53 ألفًا و901 شهيدًا، و122 ألفًا و593 إصابة، وفق آخر بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ 18 مارس 2025 وحتى أمس الجمعة، ارتقى 3747 فلسطينيًا، إلى جانب إصابة 10 آلاف و552 آخرين.