كشفت صحيفة إسرائيلية، الثلاثاء، عن تفاقم الاضطرابات النفسية في صفوف جنود الاحتلال وعائلاتهم، بخاصة جنود الاحتياط، مع استمرار الحرب على غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تقرير خاص صادر عن جمعية "عيران" للدعم النفسي الطارئ، أنها استقبلت أكثر من 66 ألف توجه من جنود الخدمة النظامية، وجنود الاحتياط، وأفراد من عائلاتهم، منذ بداية الحرب.
وتقدر الصحيفة أن العدد الحقيقي أكبر، إذ يتجنب كثيرون الإفصاح عن خلفيتهم العسكرية.
وبحسب ما نقلته يديعوت أحرونوت عن الجمعية، فإن الكثير من جنود الاحتياط يعانون مما يُعرف بمتلازمة "ذنب الناجي"، مشيرة إلى أن أحد المتوجهين قال حرفيًا إنه "كان يتمنى لو مات في غزة"، إذ يشعر بالذنب ليس فقط لبقائه على قيد الحياة، بل لأنه لجأ لطلب المساعدة.
وأضافت أن العديد من جنود الاحتياط يشتكون من انهيار أعمالهم وفقدان مصادر رزقهم، إلا أن الشعور الطاغي بينهم هو الضغط النفسي الذي يُثقل كاهل عائلاتهم.
وأشارت الصحيفة أن نحو 31% من التوجهات تعلقت بمشاعر الوحدة والعزلة، و25% تطرقت إلى الألم النفسي والاكتئاب، فيما تناولت 20% من الحالات اضطرابات في العلاقات الشخصية مثل الزواج أو العلاقات الاجتماعية، في حين ارتبطت 4% من التوجهات بقضايا العنف أو الاعتداءات الجنسية.
وبينت أن الجمعية استقبلت، عبر الهاتف أو المنصات الرقمية، منذ اندلاع الحرب، أكثر من 500 ألف اتصال، معظمها من فئة الشباب.
وشكّل من تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا ما نسبته 20% من المتوجهين، أي أكثر من 100 ألف حالة، في حين شكل الشباب من 18 حتى 24 عامًا نسبة 12%، بينما بلغت نسبة الأطفال والمراهقين حتى سن 17 نحو 8%. وكانت النسبة الأقل بين من تجاوزوا سن 75، إذ لم تتعد 4%.
وأضافت الجمعية أن الحالة النفسية العامة التي فرضتها الحرب الطويلة هي وضع مخادع، إذ يبدو الناس وكأنهم يواصلون حياتهم بشكل اعتيادي، لكن تحت ضغط مزمن أصبح يشكل جزءًا من الروتين اليومي.