أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، أن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، والذي يحظى بدعم أمريكي، يفاقم من معاناة السكان المدنيين.
وقال "لازاريني" في تصريح صحفي له اليوم الأربعاء، إنّ النظام الجديد "يُعد إهدارًا كبيرًا للموارد الإنسانية، بالإضافة إلى كونه وسيلة لإلهاء العالم عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".
موجات نزوح إضافية..
وانتقد النظام الجديد لتوزيع المساعدات، مؤكداً أنه يجبر المدنيين في غزة على التنقل لمسافات طويلة محفوفة بالمخاطر للحصول على المعونات؛ "ما يعني موجات نزوح إضافية".
وبيّن: "هذا التغيير في آلية التوزيع أدى إلى موجات نزوح إضافية داخل غزة، حيث يُجبر السكان على مغادرة مناطقهم والسير في ظروف أمنية قاسية لتأمين احتياجاتهم الأساسية".
ونوه إلى أنه تم حصر توزيع المساعدات في ثلاث أو أربع نقاط فقط، مقارنةً بـ 400 نقطة توزيع كانت قائمة سابقًا في أنحاء القطاع.
وأكد أن معظم مناطق القطاع باتت خاضعة لأوامر إخلاء عسكري، مما يترك المدنيين محصورين في بقعة جغرافية ضيقة مع شحّ في الغذاء والماء والخدمات الصحية.
"خسارة إنسانية" لأونروا..
وكشف لازاريني عن استشهاد 310 موظفين من "أونروا" منذ اندلاع الحرب العدوانية في غزة، واصفًا ذلك بـ "الخسارة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ المنظمة".
ونبه إلى أن الأوضاع الحالية تعرقل قدرة الوكالة على إيصال المساعدات الإنسانية بفعالية، وتعرّض حياة العاملين والمستفيدين للخطر.
وطالب لازاريني، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لضمان حماية المدنيين في غزة، وتسهيل إيصال المساعدات، وضمان تمويل عاجل ومستدام للأونروا في ظل أزمة غير مسبوقة تهدد أرواح الملايين وتعصف بآخر خطوط الدفاع الإنساني في القطاع.
وحذر من "انهيار وشيك" في الخدمات التي تقدمها "أونروا" لملايين الفلسطينيين في غزة ومناطق أخرى. مؤكدًا أن الوضع المالي للوكالة بأنه "مزرٍ".
ودعا إلى "دعم عاجل" لتأمين استمرار عمليات الأونروا الحيوية بعد شهر حزيران/ يونيو المقبل.