اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، اليوم الأحد، مع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، التي يترأسها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمشاركة وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، ومصر بدر عبد العاطي، والبحريني عبد اللطيف الزياني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وجاء عقد الاجتماع عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، بعد رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للجنة بالوصول إلى رام الله للاجتماع مع الرئيس محمود عباس.
وشارك من الجانب الفلسطيني نائب الرئيس حسين الشيخ، ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد مصطفى.
وألقى الرئيس كلمة في بداية الاجتماع رحب فيها برئيس وأعضاء اللجنة الوزارية، وشكرهم على مبادرتهم لزيارة فلسطين، وأعرب عن تقديره لجهود اللجنة "التي جابت العالم كله من أجل وقف العدوان في غزة أولا، ومن أجل قضية فلسطين".
وأضاف: "نقول لكم، آن الأوان لتركيز الجهود في الفترة المقبلة، فأمامكم مشاركة هامة وضرورية في المؤتمر الدولي للسلام الذي سيُعقد في نيويورك أواسط الشهر الجاري".
وأعرب عن أمله بأن يكون هناك حضور عربي ودولي واسع لدعم القضية الفلسطينية في مؤتمر نيويورك، وحشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، خاصة من قبل بعض الدول الأوروبية والأخرى التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس: "قمنا في دولة فلسطين بإجراء إصلاحات حكومية ودستورية واسعة، مؤكدين أن سياستنا قائمة على نبذ الإرهاب والعنف، ورفض استهداف المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم أو انتمائهم".
وطالب حركة "حماس" بالالتزام بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية وسياساتها، والتخلي عن حكم قطاع غزة.
وتطرق الرئيس في كلمته إلى الأزمة المالية جراء احتجاز الاحتلال الأموال الفلسطينية، مؤكدا ضرورة الضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن تلك الأموال، والتي تبلغ حوالي ملياري دولار، وكذلك بذل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لتوفير الدعم المالي والاقتصادي وفق برنامج الحكومة الذي قدمته.
وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي، قال الرئيس: نحن مع وقف إطلاق النار فوراً، وقد أعلنا ذلك منذ اليوم الأول من العدوان، لأننا نريد وقف معاناة شعبنا".
وأضاف: "لا بد من تسليم الرهائن لوقف هدر الدم الفلسطيني والإفراج عن الأسرى، لتجنيب شعبنا المزيد من ويلات القتل والتدمير والإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال".
وقال إنه يجب وقف إطلاق النار "بأي ثمن"، وتوفير إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، وأن تتولى دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة.
وأضاف: "ونحن مستعدون لأن نستلم مسؤولياتنا مباشرة، بالتعاون مع الأشقاء العرب والأطراف الدولية ذات العلاقة، لأنه يهمنا أن يعم السلام والأمن في قطاع غزة، وهو شيء مهم جداً ونتمنى النجاح الكامل لجهودكم.
وأمس السبت وصل رئيس وأعضاء في اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، إلى العاصمة الأردنية عمّان، وكان من المقرر أن يصل الوفد اليوم الأحد على متن طائرتي هليكوبتر من الأردن، وأن يلتقي بالرئيس محمود عباس في رام الله.
لكن اللجنة أعلنت تأجيل زيارتها لرام الله، بعد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي رفضها دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة.
ولكي يتمكن الوفد من دخول الضفة الغربية المحتلة، كان يحتاج إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية، وناقشت الحكومة الإسرائيلية هذه القضية وقررت أمس الجمعة عرقلتها.
وزعم مسؤول إسرائيلي كبير إن السلطة الفلسطينية تنوي استضافة "اجتماع تحد" لوزراء الخارجية العرب لمناقشة تهدف إلى تعزيز إقامة دولة فلسطينية.
وفي منتصف يونيو/حزيران المقبل، ستعقد السعودية وفرنسا مؤتمرا دوليا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك دعما لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتسعى فرنسا والسعودية إلى دفع الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطينية تزامنا مع المؤتمر فيما يعتبر منع الوفد العربي إشارة إلى معارضة الحكومة الإسرائيلية لهذه المبادرة.