تُثار الكثير من التساؤلات حول حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد، إذا وافق العيد يوم الجمعة؛ لا سيما وأن عيد الأضحى المبارك هذا العام (2025) يوافق يوم الجمعة القادمة 6 حزيران/ يونيو الجاري.
وقد أصدر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد أحمد حسين، فتوى بالخصوص؛ أكد فيها "إباحة صلاة الظهر بدل الجمعة لمن صلى العيد".
وجاء في الفتوى أن الفقهاء "اختلفوا في سقوط صلاة الجمعة عمن شهد صلاة العيد، فذهب الحنفية والمالكية إلى أنها لا تسقط عنه، ولا يباح له التخلف عنها".
وأضاف الشيخ حسين: "وذهب الشافعية إلى سقوط الجمعة عن أهل القرى والبوادي الذين حضروا صلاة العيد، وذهب الحنابلة إلى أنها تسقط عمن حضر العيد، ولكنه يصلي الظهر".
واستدل الحنابلة بما روي عَنْ إِيَاس بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ، قَالَ: "شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيُصَلِّ".
وعن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ العَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ".
وأوضح المفتي: "نميل إلى إباحة أداء صلاة الظهر بدل الجمعة لمن صلى صلاة العيد في اليوم نفسه، وذلك في حالة وجود عسر أو مشقة من أدائها، والمكلف في هذه الحالة مخير في أداء الجمعة أو صلاة الظهر".
واستطرد: "مع التأكيد على أن الأولى والأفضل أداء الجمعة، خروجاً من الخلاف، والاحتياط في العبادة أولى، والله تعالى أعلم".
موعد صلاة عيد الأضحى..
وأمس الأحد، أعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أن موعد صلاة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446 هو الساعة الـ 06:05 صباحاً حسب التوقيت الصيفي.
ولفت "المفتي" النظر إلى سنة صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ عملًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ".
وشدد على ضرورة زيارة بيوت وعائلات الشهداء والأسرى والجرحى والمحتاجين، وحث الموسرين والقادرين على الجود بالأضاحي والتقرب إلى الله تعالى بها.
ونبه إلى أن الأضاحي "تُعزز الصلة بين الأهل والأقارب والأرحام، وتُساعد في تلبية حاجات الفقراء والمحتاجين".