الساعة 00:00 م
الأربعاء 04 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
4.96 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.52 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

غزة في قلب نهائي دوري أبطال أوروبا 2025

مصائد موت وإذلال المُجوَّعين.. مساعدات مغمسة بدماء الباحثين عنها في غزة

مؤتمر "حل الدولتين".. هل هو مسار سياسي جديد أم مجرد "خضّ ماء"؟

حجم الخط
مؤتمر
رام الله/ عمّان – وكالة سند للأنباء

رهانات وآمال واسعة يعلقها مسؤولون فلسطينيون وعرب، على مؤتمر "حل الدولتين"، المزمع عقده في نيويورك، ما بين 17 و20 يونيو/حزيران المقبل.

الدولتان الراعيتان للمؤتمر، السعودية وفرنسا، تنظران له باعتباره بابا لفتح مسار سياسي جديد يفضي إلى قيام دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، عبر إجماع من 90 دولة ومنظمة على ذلك.

غير أن خبراء ومحللين سياسيين، يرون في المؤتمر مجرد "خضّ ماء" لا يقود إلى تغيير حقيقي، ولا يعبر عن مسار جدي للقضية الفلسطينية.

واعتبروا، في مقابلات منفصلة لـ"وكالة سند للأنباء" أن المؤتمر محاولة لإعادة صياغة الإطار السياسي لـ"النزاع"، تحت غطاء دبلوماسي دولي.

مؤتمر يخلق مسارًا يعيد تجميل "إسرائيل" دوليًّا..

من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلي (مدار)، ياسر منّاع، إن عقد المؤتمر لن يفرض على الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب أو يضمن الحقوق الفلسطينية الأساسية.

واعتبر "منّاع"، أن ما يتم هو محاول لإطلاق منصة تنتج "شرعية بديلة" تحوّل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وحق تاريخي، إلى أزمة إنسانية وإدارية للدفع بإدارتها إقليميًا، في محاولة لترسيخ عدم مقدرة الفلسطينيين على القيام حتى في هذا الجانب.

ويرى أن الجدوى الفعلية لهذا المؤتمر الدولي ستكون محدودة، ما لم يُتبع بمواقف واضحة من إنهاء الاحتلال والاستيطان، وبالتالي ترسيخ حقوق اللاجئين والعودة، وهذه عناصر لا تبدو حاضرة في التصورات المطروحة حتى الآن في هذا المبادرة التي يحشد لها دوليا، وفق "منّاع".

ولفت إلى أن بعض المؤشرات توحي بأن المؤتمر قد يكون جزءًا من ترتيب إقليمي جديد، تسعى من خلاله بعض الأطراف العربية لتجميل مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة تأهيل "إسرائيل" دوليًا بعد عدوانها وحرب الإبادة الجماعية على المدنيين في قطاع غزة.

وختم منّاع، بالقول إن المؤتمر بصيغته الحالية لا يضعنا أمام حل حقيقي بقدر ما يرسخ إطارًا سياسيًّا جديدًا قد يُستخدم لإزاحة جوهر القضية عن مسارها التحرري، واستبداله بعملية سياسية شكلية تدار من الخارج، دون تغيير جوهري على الأرض؛ وهذا أخطر ما في الأمر.

مؤتمر في سياق ضغط سياسي على "نتنياهو" لا لحل قضية الاحتلال..

وفي ذات السايق، قال الخبير والباحث في الشؤون الإسرائيلية علي الأعور، إن هذا المؤتمر محاولة للدخول في مسار سياسي تفاوضي، لإنهاء "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، دون الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ويرى أن الهدف هو الوصول لتسوية تعيد إنتاج الاحتلال، والقبول بدولتين كحل للقضية دون الإقرار بحقوق الفلسطينيين.

وأكد "الأعور"، بأن أي مبادرة من هذا القبيل لن تحظى بحشد دولي، ما لم تأخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، والتي لا تبدي استعدادا للدخول في أي تسوية سياسية متعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو ما يقلل من زخم المؤتمر قبل انطلاقه.

وشدد على أن اعتراف الدول، وهذا التحشيد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يغير من الواقع شيء إذا لم يتم ردع الحكومة الإسرائيلية، التي ضربت كل المواثيق والقوانين والشرعية الدولي بعرض الحائط، ولم تكترث حتى بقرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وقد حصلت فلسطين في السابق على اعتراف 149 دولة لكن هذا الاعتراف لم يغير من الواقع شيئا.

ووفق تصريحات صحفية سابقة للأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، يهدف المؤتمر إلى تسريع حل الدولتين، إضافة إلى استكشاف سبل تجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي حول حل الدولتين.

ولفت الأعور إلى أن المعطيات على الأرض، وما تقوم به هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وسياسة الضم؛ يؤكد عدم جدوى مثل هذه المؤتمرات، ما لم يكن هنالك فعل رادع على الأرض يمكنه وقف الاحتلال وإنهاء الاستيطان، ووقف الإبادة في قطاع غزة ومشاريع إعادة احتلاله.

وختم بالقول، إن ما نراه من تصعيد اليوم في قطاع غزة، يؤكد أن الإدارة الأمريكية غير معنية بالدخول في حل سياسي للقضية الفلسطينية، وهي تتبنى توجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق باليوم التالي للحرب.

وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.

وأواخر العام الماضي، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يطالب بإنهاء احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.