رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، والرئاسة الفلسطينية، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، وبأغلبية ساحقة، قرارًا يدعو إلى وقفٍ فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح الممرات الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات، وإدانة استخدام التجويع سلاحًا.
واعتبرت حماس، في بيان لها، أنّ هذا التصويت الكاسح يُمثّل "انتصارًا سياسياً وأخلاقياً للشعب الفلسطيني الصامد، ودليلًا على فشل الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية في فرض روايتهما الزائفة".
وأضافت أنه يكشف سقوط مزاعم الدفاع عن النفس، أمام حجم المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة.
وقالت الحركة إن هذا التصويت ردّ حاسم على موقف الإدارة الأمريكية التي استخدمت حق النقض (الفيتو) قبل أيام في مجلس الأمن، وعلى محاولاتها خلال انعقاد الجمعية العامة الضغط لإدانة حماس والمقاومة الفلسطينية.
وأشارت أن "التصويت تأكيد على رفض العالم للنهج الأمريكي المنحاز، الذي يشرعن القتل والتجويع، ويُغطي جرائم الحرب الصهيونية".
ودعت حركة حماس، الأمم المتحدة، إلى تحويل هذا القرار إلى خطوات عملية مُلزمة لوقف العدوان فورًا، ورفع الحصار الظالم، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، وإنقاذ المدنيين في غزة الذين يواجهون خطر المجاعة والموت في كل لحظة.
بدورها، أكدت الرئاسة الفلسطينية "أهمية ما جاء في نص القرار حول الدعوة لاتخاذ خطوات فورية وملموسة للحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية".
وشددت الرئاسة، في بيان لها، على أن "القرار يؤكد مجددا وقوف العالم بغالبيته الساحقة لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويدعم جهود القيادة الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، لنيل شعبنا حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال..".
واعتبرت أن "تصويت 149 دولة لصالح القرار، يحمل رسالة للاحتلال بأن شعوب العالم وحكوماتها ضاقت ذرعا من جرائمه وانتهاكاته وممارساته الدموية".
وطالبت الغالبية الساحقة من دول العالم التي صوتت لصالح القرار؛ "بإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بتنفيذه".
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، بالأغلبية، قرارا يطالب بوقف فوري، غير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، ويدين بشدة استخدام التجويع كسلاح في الحروب، ويدعو إلى إنهاء الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على وصول المساعدات إلى القطاع.
مشروع القرار الذي قدمته 23 دولة إلى جانب فلسطين، وبقيادة إسبانيا، اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية 149 عضوا ومعارضة 12 وامتناع 19 عن التصويت، خلال الجلسة الاستثنائية، الخميس، والذي يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، عقب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو"، رغم أنه حظي بتصويت كافة أعضاء المجلس الآخرين.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة عبور أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على حدوده.
وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، في ظل ارتكاب المزيد من المجازر بحق النساء والأطفال، والاستمرار بفرض حصار مُطبق على القطاع.
وتعزل قوات الاحتلال، قطاع غزة، عن محيطه الخارجي والعالم، عبر قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت، لليوم الــ4 تواليًا، وسط استمرار منع قوات الاحتلال فرق الصيانة التابعة لشركة الاتصالات الفلسطينية من الوصول إلى المواقع المتضررة لإصلاح الأعطال.