أفئدة جمعها حب غزة وأرواح أيقنت أنَّ القوة تكمن في اليد المتماسكة، مُبددين بعزيمتهم الحدود الجغرافية الواهية.
رسائل جمة حصلت عليها "وكالة سند للأنباء" من أشخاص في شتى البلدان حملوا في قلوبهم حباً وصدقاً لغزة، تخطوا الصعاب واجتازوا البلاد مرددين عبارة واحدة "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، كلنا غزة".
"قافلة الصمود" المغاربية، لا زالت تحشد الشعوب على قلب رجل واحد للوصول إلى قطاع غزة والتي لم يبقَ لوصولها إلى تخوم مصر إلا قليلاً.
وأقلَّت "الصمود" حتى اللحظة أكثر من 1500 ناشط تونسي و200 من الجزائر، وأكثر من 150 مركبة، بينما التحق العشرات جواً من موريتانيا، الأردن، هولندا، وكذلك الجزائر وتونس وصولاً إلى جمهورية مصر؛ للمشاركة في كسر الحصار عن قطاع غزة.
وتسير القافلة في خط سير يمر بمناطق غرب البلاد، وصولاً إلى سرت ثم بنغازي، ومنها إلى معبر السلوم الحدودي المشترك بين ليبيا ومصر، ومن ثم إلى قطاع غزة، وفق ما هو مخطط.
نائب رئيس جمعية المعالي للعلوم والتربية في الجزائر عَمارة ونّاس، يؤكد أن هذه القافلة تهدف بالدرجة الأولى كسر الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات المكدّسة بالأطنان على معبر رفح البري.
ويقول "ونَّاس" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن هذه القافلة تأتي تحت حملة عالمية برا وبحرا وجوا، حيث تكفلت "الصمود" بالمسار البري، بينما ستنضم قافلة جوية وأخرى بحرية، يلتقون جميعهم في معبر رفح؛ للضغط من أجل إدخال المساعدات المكدسة.
وتواجه القافلة بعض الصعوبات بحسب ما أورده ضيفنا، والتي تتمثل بمخاوف منع "الصمود" من دخول مصر عبر الحدود الليبية، مستدركاً: "لكن الضغط وعدد المشاركين بالآلاف وتعدد الجنسيات بعد الله تعالى كفيل بأن يزيح هذه الصعوبة ويرفع المنع بإذن الله".
ويؤكد "لم يعد هناك أي مبرر لعدم اقتحام الصعوبات لأن ما يتعرض له إخواننا فاق جميع الحدود والخطوط الحمراء"، منادياً العالم بالانتشار وتحرك الضمائر ونفض غبار الغفلة وكسر جدار الصمت.
ووجه "ونَّاس" رسالته لأهالي قطاع غزة، "نحن معكم، أنتم علمتم الدنيا حقيقة العقيدة والتوحيد واليقين بصمودكم وثباتكم، ولا نشك في نصر الله لكم".
ويلفت النظر إلى أن المهمة الأولى تتمثل بإبقاء القضية الفلسطينية المركزية حية في قلوب الجماهير، وتوسيع دائرة الاهتمام خاصة لدى الشباب، كذلك خوض معركة الوعي بنفس الحماسة التي تقود بها غزة معركة السلاح.
حبٌّ واحتفاء شعبي..
بدوره يُظهر رئيس جمعية الماهر للعلوم والتربية في الجزائر سفيان بوعويرة، وأحد القائمين على قافلة الصمود، الاحتفاء الشعبي الذي حظيت به القافلة بأجواء مفعمة بالحب لغزة وروح الانتصار.
ويصف الأجواء في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"،:" خرجت أعداد مهولة من الناس صغاراً وكباراً شيوخاً ونساءً يوزعون الحلوى والطعام ويهتفون نصرة لفلسطين، في مشهد يُظهر الحب الشعبي لهذه البلاد".
وبحسب ضيفنا فمن المتوقع أن تلتقي جموع المشاركين من الدول المختلفة في قافلة الصمود بعد يومين قريباً من معبر رفح البري، وأن تقول الشعوب كلمتها وتنادي بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات وإنهاء الحرب والتجويع.
وفي رسالة يوجهها "بوعويرة" لأهالي قطاع غزة، أن الأوان قد حان لتدخل جميع الشعوب والحكومات في هذه المعادلة لدحر الاحتلال الإسرائيلي من جسد الأمة الطاهرة ولنقول لفلسطين "نحن معك ظالمة أو مظلومة، من البحر إلى النهر".
ويزيد:" هذا المشهد الذي رسمته قافلة الصمود بين أن الأوان قد آن لتلتحق جميع الدول الإسلامية جيشا وشعبا نصرة لأهلنا في غزة، ودحراً للاحتلال الذي عاث في الأرض فساداً".
"حلم العمر"..
ومن الأردن تنقل الصحفية سارة سويلم رسالتها لأهالي غزة بحديثها لـ"وكالة سند للأنباء"،:" مشاركتي هذه المرة في قافلة الصمود هي حلم العمر، كنت أتمنى دائماً ان أشارك برفع الحصار عن غزة، وأن نراها تنعم بأفضل حال".
وتشير "سويلم" إلى دور الشباب المهم في نصرة ومؤازرة أهالي قطاع غزة، خاصة بعد أن تشكل لديهم في الآونة الأخيرة وعياً كبيراً حول القضية، في ظل انكشاف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده المستمر للجرائم في القطاع.
وتهيب ضيفتنا بالشباب الذين لم تتسنى لهم فرصة المشاركة، بالاستمرار في الفعاليات والمظاهرات الشعبية كُلٌّ في بلده، كما شددت على ضرورة استمرار مسيرة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية لما لها من أهمية كبيرة في تعطيل اقتصاد الاحتلال الذي لم يتوقف عن قصف غزة حتى اللحظة.
وبنبرة حُب تقول:" أتمنى أن نصل بسلام إلى معبر رفح وأن نساهم في كسر الحصار وإدخال الشاحنات والمساعدات إلى قطاع غزة"، مشددةً أن هذه القافلة سلمية بالدرجة الأولى وتهدف لرفع الحصار عن القطاع المكلوم.
مقاطعة مستمرة..
ومن الخضراء تونس، تتواصل رسائل الدعم والصمود إلى أهالي قطاع غزة، حيث نقلت الناشطة هاجر بن رجب رسالة عشرات الشباب التونسي الذي ما زالوا يرفضون حرب الإبادة ويتواجدون في الميدان للتظاهر والمقاطعة طيلة 20 شهراً من الحرب.
وتُعبر ضيفتنا عن حبها لغزة في حديثها لمراسلة "وكالة سند للأنباء"، "نحن معكم وإنْ لم تنقلنا قافلة الصمود إلى غزة، معكم في الميدان معكم بالتظاهر، معكم بالمقاطعة، معكم بحملات الضغط، ومعكم بكل ما أوتينا".
وتزيد:" نخجلُ أمامكم وأمام هذه التضحية والجهاد"، مضيفةً:" لكن الشباب لن يكل ولن يمل، وقد ترسخ لديه وعي ومفهوم كبير حول القضية الفلسطينية وقطاع غزة".
وتُعرب "بن رجب" عن حزنها لعدم تمكنها من الالتحاق بقافلة الصمود، مستدركةً:" لكننا بصدد تجهيز مشروع قافلة جديدة لإعادة الإعمار، قد وُضعت لبناتها، ويجري العمل عليها لإطلاقها إلى غزة".
أمَّا عن دور الشباب التونسي فتقول:" تظاهرنا وما زالت التظاهرات مستمرة أمام محلات المقاطعة مثل كارفور، وشركات الشحن البحرية، بينما لم تتوقف حملات المقاطعة التي ما زالت مستمرة حتى اللحظة".
ومن موريتانيا، يُعرب الشاب محمد الطيب محمد (22 عاماً) عن حزنه لعدم مقدرته المشاركة في قافلة الصمود، مؤكداً على ضرورة المواصلة بكل السبل لكسر الحصار عن قطاع غزة.
ويلفت "الطيب محمد" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى أن المقاطعة ما زالت مستمرة و "غزة حاضرة معنا وننصرها بوجداننا وبكل ما أوتينا".
ويوجه رسالته إلى قطاع غزة:" نحن الشباب في مقتبل العمر نؤمن بكم وبقضيتكم العادلة، التي تستحق أن ترى نور شمس الحرية في سمائها، صوتكم يصل للشباب وللشعوب في كل مكان".