بلمسات إبداعية مبتكرة، وبأناملها المبدعة، تبدع الشابة الغزية رانا الرملاوي، في رسم القضية الفلسطينية ومواكبة الأحداث اليومية، على خلاف المعتاد عليه من خلال النحت على الرمال.
ونجحت الغزية الرملاوي ذو الـ23 ربيعاً من مدينة غزة، في إضفاء حياة جديدة على موهبتها سعياً منها لتفريغ الطاقة الإبداعية لديها، وتجسيد معاناة الشعب الفلسطيني.
وأوضحت في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه توجهت للعديد من المؤسسات وهي في عمر الـ18 عاماً، لتعليمها أساسيات الرسم وتطوير موهبتها التي ترافقها منذ الطفولة، إلا أنها واجهت الرفض من قبل تلك المؤسسات.
اكتشاف الموهبة
"أتذكرُ في أحد الأيام الماطرة أنّي كنتُ في حالة مزاجية سيئة، فخرجتُ أداعبُ الرمل المبلل في وجه المطر، وجدت نفسي أنحتُ أشياء جميلة، ويومًا بعد يوم ازداد حبي لهذا النوع من النحت. نحتتُ للقدس التي أحلم أن أزورها، للمهمشين في أقطار العالم، للأشخاص الذين أتمنى لو أقابلهم"، بهذه الكلمات عبرت الرملاوي عن بداية اكتشافها لموهبتها في عالم النحت.
في فناء منزلها بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة، أوضحت الرملاوي أن أول أعمالها في النحت كانت لشخص بدون ملامح، بجسم كامل، ثم لأم حاضنة طفلها، ومن هنا بدأت بالتطوير انتقالاً للنحت بالأشكال، وذلك من خلال تجسيد إصابة شقيقها في مسيرات العودة بالقدم وتأثرها بالحادثة التي كادت أن تصل لحد بتر القدم.
ومن بين الأعمال أيضاً نحت للصحفي معاذ عمارنة الذي أصيب بعينه برصاص الاحتلال، والصحفي عطية درويش.
وتتابع "بعدها انتقلت إلى منحوتات تجسد القضية الفلسطينية، والتعبير عن الواقع الأليم، من خلال أفكار ذاتية من محض خيالها، دون أي تدريب".
وتشير إلى أنها اتجهت إلى النحت في عالم الرمال لأنه المادة الوحيدة المتوفرة بكثرة، وأنها اتجهت إليه كأداة لتشكيل ما بداخلها من لوحات فنية، وتجسيدها على أرض الواقع.
وتضيف "وددتُ أن أدخل كلية الفنون الجميلة في الجامعة، لكن علامة واحدة في معدل الثانوية العامة حرمتني من ذلك؛ فتخصصتُ في التعليم الأساسي".
طموحات وأمنيات
وتطمح الرملاوي بإنشاء المتحف الفلسطيني الأول على مستوى العالم، الذي يحمل تاريخ القضية الفلسطينية، بأسلوب جديد ومختلف وسيكون ثلاثي الأبعاد بالإسمنت، للانتقال بالزائر للمتحف من مشاهدة صور فقط إلى معايشة الحقيقة مثل قضية النكبة، وما حصل مع أجدادنا وغيرها من القضية لترسيخها في نفوس الأطفال بشكل جذاب.
وتناشد الرملاوي في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"، المؤسسات المعنية والوزارات بمساعدتها لتحقيق حلمها، من خلال الدعم المادي وتوفير مساحة لإنشاء هذا المتحف.
وتطمح الرملاوي لحمل رسالة فلسطين ورفع اسمها، والمشاركة بمسابقات ومهرجانات دولية، تنشر من خلالها القضية الفلسطينية لجميع أنحاء العالم.
وعن أبرز المعوقات التي تواجهها عدم توفر الدعم لها كفنانة، وعدم الاهتمام بالموهبة، "أريد أن أصعد ولكن لا يتوفر سلم للصعود".