الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

الصحفية "حسونة" تجسد معاناة زملائها بفوزها بجائزة دولية

حجم الخط
مجدولين حسونة.jpg
نابلس - لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

لم تكن مهنة الصحافة والإعلام بتلك السهولة التي يراها البعض، ناهيك عن نقل الرسالة والحقيقة في بلد يضجُ بالأحداث وعلى أرضهِ احتلالٌ غاشم.

كثيرة هي الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون خلال ممارسة عملهم الصحفي، والتي يتعمد الاحتلال الإسرائيلي القيام بها، سواء بالاعتقالات والاستدعاءات، والمنع من السفر والضرب وإطلاق الرصاص وحتى القتل.

الصحفية مجدولين حسونة، واحدةٌ ممن تعرضوا لجملة من الاعتداءات والمضايقات على خلفية عملها الصحفي، ومساندتها لزملائها الصحفيين في وجه ما يتعرضون له، كان أخرها منعها من السفر لمواصلة عملها بتركيا، ما قد يؤدي لفقدها إياه.

"حياة مليئة بالمضايقات"

وفي حديث أجرته "وكالة سند للأنباء" مع الصحفية "مجدولين، أخبرتنا أنها مُنعت من العمل في العديد من وسائل الإعلام المحلية، إذ كان تقرير "حُسن سير وسلوك" الذي يُطلب منها دائماً، عائقًا رئيسياً في حصولها على أي وظيفة.

وعلى حد قولها، تبيِّن أنه بعد تخرجها من قسم الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، بترتيب الأولى على دفعتها، توظفت كمعيدة في الجامعة، لكن سرعان ما تم فصلها بسبب المضايقات والملاحقات الأمنية من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.

تعمل مجدولين في قناة "تي آر تي" التركية منذ عام 2015 إلى الآن، وخلال وجودها في تركيا تمت خطبتها على الصحفي الفلسطيني محمد خيري الذي كان يعمل في نفس القناة.

في عام 2019 قررا العودة لفلسطين للاحتفال عائلياً بخطوبتهما، لكن عودتها لتركيا لاستكمال عملها قوبلت بالمنع.

تواجه "حسونة" تهديداً حقيقياً بفقدان عملها لعدم تمكنها من السفر، وتوضح لـ"سند" أنه بعد زواجها واستقرارها في الضفة الغربية، تعمل وزوجها "أون لاين" بسبب الظروف التي رافقت جائحة كورونا.

وتشير ضيفتنا أن الدوام سيكون ملزماً بشكل كامل في المكاتب قريباً، ما يعني أنها ستفقد عملها هي وزوجها؛ نظراً لعدم تمكنها من السفر.

تبيِّن لـ"سند" محاولتها للحصول على توضيح من الجانب الإسرائيلي لسبب منعها من السفر، إضافة لرفعها قضية أمام المحاكم الإسرائيلية، ما أدى لتدخل مؤسسات حقوقية، لكن محاولاتها باءت بالفشل.

وبحسب "حسونة"، كان الرد الإسرائيلي عليها بأن هناك ملفاً سرياً ضدها، وتُمنع من الاطلاع عليه، وأن سفرها للخارج يمس بأمن المنطقة.

مجدولين حسونة...jpg

 

"تقدير للجهود"

وكتقديرٍ لما واجهته "حسونة"، فقد اختيرت للفوز بجائزة "الصحفي الحر" لعام 2021، التي تنظمها منظمة مراسلون بلا حدود "لحرية الصحافة" كل عام، وتمنحها تقديراً لمساهمة صحفي أو صحفية، أو وسيلة إعلام بشكل فعلي في الدفاع عن حرية الصحافة أو تعزيزها عبر العالم.

وأعلنت المؤسسة الخميس 18نوفمبر/تشرين الثاني، عن المتوجين بالجائزة التي كانت من نصيب ثلاثة فائزين في ثلاث فئات مختلفة، هي الشجاعة والتأثير والاستقلالية "الصحفي الحر"، وحازت "حسونة" على الجائزة من فئة "الصحفي الحر".

تصف "مجدولين" الجائزة بأنها لفلسطين وللصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لمضايقات واعتداءات متكررة، من أكثر من جهة.

وتتابع، "فلسطين هي الدولة العربية الوحيدة التي حصلت على الجائزة هذا العام، لذلك فأنا أعتبرها أنها ليست لي وحدي بل لفلسطين ولكل زملائي".

 وعلى صعيدها الشخصي، سلطت مجدولين الضوء على منعها من السفر، فتوضح لنا أنه من الممكن دعوتها قريباً للتكريم في أوروبا، لكن عدم مقدرتها على السفر تحول دون ذلك.

وتعتبر أن ذلك رسالة للعالم بأن هناك صحفية لم تحضر بسبب الانتهاكات بحقها، ما يسلط الضوء على عشرات الصحفيين الفلسطينيين الممنوعين من السفر، ويجعل صوتها للعالم أقوى.

وتبرق الجائزة لـ"مجدولين" شعوراً بالفخر والتقدير لجهودها، ما يدفعها لمواصلة الدفاع عن حقها وحقوق زملائها في كل المحافل، بحسب قولها.

وتختم حديثها لـ"وكالة سند للأنباء" "هم يستهدفوننا، لكن العالم لم يعد منعزلاً، كلما استُهدفنا فُضحوا أكثر وساءت صورتهم.

وتضيف "قضيتي بالمنع من السفر لم تكن معروفة من قبل إلا بشكل محدود، والآن أصبحت معروفة لكل العالم، فمحاولاتهم لإسكاتنا ستفشل ولن تجدي نفعاً معنا".